الحمد لله على فضله وإحسانه والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى أله وأصحابه تسليما كثيرا .
أما بعد :-
أبدا بقول الله تعالى :-
{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً }النساء54
أحبتي في الله :-
اجتماع المسلمين ونبذ الفرقة فيما بينهم أصل عظيم من أصول الدين, وأمر الله تعالى به .
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم وقال تعالى { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ } آل عمران103
وقال تعالى {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }آل عمران105
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( وإن الله يرضى لكم ثلاثا أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا , وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا , وان تناصحوا من ولاه الله أمركم )
أو كما قال عليه الصلاة والسلام .
ومن المعلوم أنه لا دين إلا باجتماع الكلمة ولا اجتماع إلا بإمامة وقيادة, ولا قيادة إلا بسمع وطاعة كما قال السلف رحمهم الله.
ولقد كان العرب متفرقين قبل البعثة النبي صلى الله عليه وسلم متناحرين تقوم بينهم الحروب الطويلة التي تولد العداوة والبغضاء.
وهم على ذلك الحال حتى من الله عليهم ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم فدعاهم إلى عبادة الله وحدة والاجتماع والإخوة فيما بينهم.
فزال ما كان بينهم من شحناء وعداوة وأصبحوا إخوة متحابين بعد أن كانوا أعداء متناحرين .
فلذلك أدعوكم إخواني الكرام كما دعاكم أخي ( خالد والزير ونايف العميم ) إلى الاجتماع والتوحد والتعاضد فيما بينكم ونبذ كل العوامل والأسباب التي تؤدي إلى الفرقة
وأدعوكم إلى حل قضاياكم بالحوار والمناظرة والميل إلى تقبل الرأي والرأي الأخر .
إخواني:-
إن في الإتحاد قوة وإن في الفرقة والتشتت ضعف وخذلان وانكسار كما قال
الشاعر :
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا .............. وإذا افترقن تكسرت أحادا
أيها الأعضاء الكرام :-
إن كل كلمة تكتب هنا في هذا الصرح الكبير ستبقي مدى الدهر وهي محسوبة على كاتبها في الدنيا والاخره وسوف يقرأها ويتوارثها الأجيال القادمة.
وما من كاتب إلا ســـــــــــــــــــــيفنى
ويبقى الدهر ما كتبت يــــــــــــــــــداه
فلا تكتب بكفك غير شـــــــــــــــــــيئ
يسرك في القيامة أن تـــــــــــــــــــراه
ولعلني أذكر نفسي وإخواني بما قال العلامة الشيخ الألباني :-
إن كلماتنا ، ستبــقى ميتة ، أعــــراسـا مــن
الشمــوع ، لا حــراك فيـها جـــامدة ، حـتى
إذا متنا من أجلها ، انتفضـــــت حيه ، و عاشت
بين الأحيـاء ، إن كــل كلمـــة كانت قد اقتاتت
قلب إنسان حي ، فعــاشت بين الأحيــاء ، و
الأحيـــــاء لا يتبنـــــون الأمــــــــــوات
فلا يبقى لنا سوى العمل الصالح كما بقي للصحابة والتابعين وكل مسلم .
وأخيرا:-
إلى متى ونحن نتعامل مع بعض بهذا الأسلوب ؟
وإلى متى وطارق الواصل يعيش بيننا ؟
وإلى متى ننقد كاتب الموضوع ولا ننقد الموضوع ذاته ؟ لماذا ؟
هل معرفتك بطبيعة الإنسان هي السبب ؟
إعلم إنك مهما علمت عن أي شخص فأنت لا تعلم عنه إلا القليل
ماذا بعد هذا !!!
هذا والحمد لله رب العالمين وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة أجمعين .
وأختم كما بديت بقول الله تعالى :-
{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً }النساء54
حررة الغطاس يوم السبت الموافق 10/ 11 / 1429هـــ