السلام عليكم
بكى قلمي قبل ان تبكي عيوني
من قديم الزمان والعصور القلم والريشة رفيقة درب للانسان
اينما رحل وارتحل هو ظله وغايته
وراحته في افراحه واحزانه يكون
رفيقه وخليله الغالي ومكمن اسراره
فحينما تمسك القلم يكون قطعه منك بين
اصابعك يحس بك من غير ان تتكلم
يكتب خلجاتك حزن فرح او قلق
وهاانا الان امسك قلمي بين اصابعي
المتواضعة لاخط خاطرتي
لكن هذا القلم اشتكى وبكى فتعجبت
منه قبل ان تبكي عيوني
وانا في حيرة من امري متسائل
له لماذا ترفض ان تكتب خاطرتي
الست مكمن اسراري وافراحي واحزاني
قال بلى انا رفيق دربك ومؤنسك
في لياليك الحزينة او الفرحة
تعجبت من امرك فلماذا رفضت الان
لماذا تهرب مني حاولت ان استعيده
بين اصابعي الراجفة فالححت عليه
بالسؤال ايا قلمي المسكين اتهرب
مني اترفض ان امسكك بين اصابعي
اتهرب من قدري الحزين بالله عليك
رفقا بحالي ولتبقى بين اصابعي
اجابني وصوته يعلوه الحزن والاسى
تمهل سيدي تعبت من دموعك وكتابة معاناتك وهمومك واحزانك
ضحكت وقلت له ايا قلمي الحساس
والحزين
فانت غايتي ووسيلتي انثر من خلالك جراحنا وهمومنا واحزانا
رد علي وقال انثرها وبوح بما
في قلبك ومن اعماقك لانسان يكون
لديك غالي وعزيز اعز من الروح
بدلا من بكائك وتعذيب نفسك وتعذيبي معك في
كتابة من ليس له قلب ولا روح
جاوبته وقلت له اممكن ان اسالك
سؤال واذا كان هذا الانسان سبب
جراحي وهو اعز احبابي واغلى من روحي فلمن ابوح ؟
تكلم جوابني لماذا سكت ياقلمي؟
تجهم القلم وهو في حيرة من امري
فبادر بسقوط ورقتي البيضاء على
وجهي
مسكته وتمكنت منه وهو صامت
لا يحرك ساكنا اعتقدت انه رضخ
لاصابعي كي اكتب خاطرتي
لكن هيهات فاذا بالحبر يخرج من قلمي ومن بين اصابعي متدفقا
فتعجبت منه صارخا اهكذا يقف الخليل مع خليل في وقت شدته
قال سيدي انني بلا قلب ولا روح
اترغب ان اسطر احزان قلبك واكتبها
ولا ابكي احساسك وفؤادك المجروح
جرحك المكلوم الغائر في نفسك
الصامت يئن بصوت خافت مذبوح فكيف ابكيك ياخليلي
وانا قلم بلا قلب ولا روح
حينها شددت عليه ومسكته بين
اناملي المرتجفة فكتبت ايا مسكين ياقلمي
ويارفيق دربي بكيت قبل ان تبكي
عيوني
...همسة... وسوف يبقى دوما ودائما
القلم رفيق درب الانسان يكتب
خلجاته عبر الزمان والعصور الى
ان يرث الله الارض ومن عليها
عــــــزف