أذكر جيداً تفاصيل بُكائكِ وتلك الدماء المتفجرة في وجنتيك والتي خالطت بياضهما ، أُحِسُ جداً بحرارة الماء المنحدر من عينيكِ وأنت ترمقينني بهما والتي تحمل ذات السؤال الذي لا أجيد الإجابة عنه ولا أملكها " لماذا فعلتَ ذلك بي .! "
ذهبتي مهاجرة أو هاربة من كل شيء يذكرُكِ بتلك السقطة التي تهشمتُ بها بداخلك ، إختفيتي وسط الزحام لكي لا تعيدي ترتيب البعثرة التي خلفها جُبني ذلك المساء من الإعتراف بأنكِ الوحيدة في عالمي .
رحلتي بعيداً زاعمة بأن المسافة ستسقيك شهد النسيان ، وأنا منذ ذلك الحين أتتبع ظل غروبك ولم أُحصي عدد الدموع ولحظات الأرق ولا حتى السنين التي مضت بعد تلك الخيبة التي اقترفتها بحقي و حقك ، سأبوح لكِ بأنني شيعت نفسي ولم أجد مكاناً أدفنني به وتركتني معلقاً على رقاب تلك الأيام التي جمعتني بكِ ، حتى الأرض أخاف أن تلفظ روحي بعدك .!
لا أخفيك بأنني كرهت كل شيء فقط لكي لا ينازعك مني ماتخافين على مكانتك منه ، وايضاً لابد أن تعلمي بأن لحظة سفرك كانت مؤلمة لي وأن تلك الليلة أبكتني حتى أحسست بحرقتك وعشت نفس الشعور ولكن لا أملك وجهة للسفر والرحيل فكل المدائن " أنتِ " وكل طريق سأسلكه سيتوجه بي نحوكِ ، ولا أملك حقائب سوى تلك المجلة التي كنتِ تقرأين منها وألتهم بدوري صوتك المعشعش حتى الساعة في مخيلتي فأنكبُ أُقبلُها وأمسح غبار السنين عنها وأعود أُخبئها ، وألتزمُ الحزن *.!
لابد أنك تذكرين محاولاتي تتبع أنفاسك وأنت تتحدثين لي ، أتذكرين !
كنت أحاول أن اثبت لك بأنك الهواء لرئتي ، نعم كنت كثير الصمت وكثير الغباء ايضاً لأنني لم امتهن معك البوح رغم أنني كنت اعلم يقيناً بأنك أرض خصبة لما سأتفوه به وأنه سينبت ويكبر و يثمر لأنني ألمح في عينيك ترقب هطولي ولكن كنت كغيمة عقيمة تظل ولا تُمطِر .!
سأعتذر لكِ ذات يوم بعد أن ألقاك وأنت عارية من كل عتب و لوم ، كما كنتِ قبل يوم البكاء المُر .!
7-11-2012