شكراً حجاج العراق
حادثتان أفجعتا الوطن وهزتا المشاعر الساكنة في جميع أرجائه وغسلتا فرحة العيد .
حريق حفل الزواج في عين دار بمحافظة بقيق وانفجار شاحنة الغاز على طريق خريص شرقي العاصمة يفتحان المجال لكثير من التكهنات في مدى سلامة البنية التحتية وملائمتها لخدمة المواطن .
نتفق أن الحوادث والكوارث قد تحدث بشكل طبيعي لا دخل للإنسان فيه , ولكن هذا لا يبرئ ساحة مشاريع البنى التحتية (ماء وكهرباء ومواصلات ) من مضاعفة الخسائر البشرية والمادية.
في حريق بقيق كان الضغط العالي يمر فوق المنازل في مشهد عجزت فيه خطط التنمية الخمسية عن تحقيق أبسط مبادئ السلامة .
وعلى طريق خريص شرقي العاصمة تمر آلاف الشاحنات الموقوتة وكأن العالم لم يكتشف انابيب نقل الغاز بعد أو على الأقل الطرق الخاصة بالشاحنات .
شكراً حجاج العراق
قبل عيد الأضحى بأيام معدودة تم فتح طريق للحجاج القادمين من العراق على جانب الجسر المغلق والواقع أمام وكالة الجميح لبيع السيارات , وكان هذا الطريق مغلقاً أمام أهالي عرعر منذ سنتين أو أكثر رغم أنه يعتبر شرياناً حيوياً يربط جهات المدينة مع بعضها ويوفر الكثير من المسافة والوقت على الأهالي .
وقبل يومين من عودة الحجاج إلى بلادهم تم فتح الجانب الأخر من الطريق لهم .
طبعا المواطن في عرعر الذي تعب وبح صوته من المطالبة بإنهاء مشروع الجسر( العملاق ) و فتح الطريق , استفاد من هذه المكرمة (الحجاجية ) التي يأمل أن تستمر عام بعد عام .
ونحن هنا لا نعترض على خدمة حجاج بيت الله الحرام وتقديم كل ما يمكن لهم , فهذا شرف لناء كمواطنين سعوديين أينما كنا , وهذا واجبنا وقدرنا .
فهذه السرعة والقدرة الهائلة في فتح الطريق وتعبيده في وقت قياسي يمكن أن تدخل مملكتنا لكتاب جينيس للأرقام القياسية , ولكن أين هذه القدرات الكامنة من خدمة المواطن ابن البلد الذي يأمر خادم الحرمين كل مسؤول أن يقدم له الخدمات اللازمة ويذلل كل صعوبة تنغص عليه حياته .
إن فتح الطريق أمام الحجاج بهذه السرعة الخارقة , يدل على إمتلاك المسؤولين القدرة والذهنية اللازمة لايجاد كل الحلول التي تسهل حياة المواطن متى أرادو .
ويحق لنا أن نتساءل بكل غضب : لماذا تقف أوتتأخر قدراتنا وامكاناتنا وحلولنا السحرية عن خدمة مواطنينا بينما تتدفق وبكل سلاسة لخدمة الغير ؟
وهل اصبحت الخدمات لدينا تقدم للحصول على الثناء الخارجي فقط ؟
لقد مل المواطن من الأسطوانات المشروخة التي تتحدث عن رفاهية المواطن وتفاني المسؤولين في خدمتة .
وأصبح المواطن يشعر كأنه غريب في وطنة .
إن فتح الطريق لمجرد مرور الحجاج به ليومين وإهمال معاناة الأهالي لسنوات بسبب هذا الإغلاق , يعري المسؤولين ويكشف طريقة تفكيرهم القائمة على أن خدمة أهالي المنطقة ليست على خارطتهم الذهنية .
أمطار خير وبركة واجتماعات مباركة
الأمطار الأخيرة تزامنت مع إجتماع سمو أمير المنطقة مع المقاولين ومع متعهد النظافة وإصرار سموه على سير العمل في المشاريع بالسرعة اللازمة وبدون تعطيل , وهذا ما يطلبه كل مواطن في المنطقة من سمو الأمير حفظة الله .
نايف العميم .
اخبارية عرعر