الخالة
عظيمة أنتِ أيتها الخالة والتي صرتِ لي أما
عندما توقفنا عند بيتهم دقائق يسيرة جدا
لنلثم هذه الأنفس الطاهرة حبا وتقديرا
قبيل الوداع.وحينما هممت بتقبيل رأسها
تساقطت دمعاتها لوداع ابنتها وحفيديها.
وتمتمت بدعوات مابين الحفظ والتوفيق والسلامة
وسرعة الإياب. حتى أن ابنتي رفضت توديعها بعد دمعاتها
لأن جريان الدموع علامة على خطب ما
كما فهمت ذلك؛لذا ولت هاربة حابسة دموعها.
إن لغة العيون لا تلحن
وحرارة الدموع لا تتجمد عبر السنين
بل تظل دافئة رغم تصرم الأيام لأنها حفرت أخاديد في أفئدة ذوي الألباب.
لك الله يا أما ثكلت ابنها وهو حي في غياهب القيود أو في أروقة الجامعات
هنا وهناك أو متنقلا من مفازة إلى مفازة باحثا عن الحياة الكريمة.
يامن لا يزال طفلا في كنف أمه ولو شابت لحيته استمتع بلحظات حياتك بين يديها
تُدَهِْدهُكَ وتسلي عنك وتواسيك.
لن تجد صديقا كأمك !
لذا من فضلك راقب عينيها وقبل يديها كل حين.
وأما من تركته أمه ماضية إلى قبرها،فليسعد ذكراها
بدعوة متتابعة وصدقة جارية.
تزود من فيض مشاعرها ما استطعت،واغرف من معين
جمالها كلما أسردت وجنتاك من نصب الحياة.
ربنا لك الحمد على أن وهبتنا رحمة نعيش بها فيما بيننا على الود والحب والصدق والدعاء.
ربنا كلهم سائل وأنت مجيب،وكلهم مؤمل وأنت قريب،فتولنا برحمتك
وعمنا بعفوك وأمهاتنا وآباءنا وذرياتنا. آمين
مما راق لي.