السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوعنا اليوم جدا جميل
وهو عن اولادنا وكيف تجعل ابنك شخصيه اجتماعيه
الأبناء هم فلذات الأكباد وأمل الآباء والأجداد ورياحين الفؤاد.. معهم تقبل الأفراح، بسعادتهم تذهب الأتراح، فابتسامتهم كل
حلاوة، وبحسن تربيتهم كل كرامة وحفاوة، فإذا كان للأبناء كل هذه المكانة والأهمية فمن الضروري أن يسعى الآباء
جاهدين إلى بناء شخصيات أبنائهم الاجتماعية...
يقول المختصون: إن بناء الشخصية الاجتماعية لابد له من أمرين حتى يصبح لديك طفل اجتماعي.
أولاً: أشبع حاجات ابنك النفسية
ثانياً: أعد ابنك لممارسة الحياة المستقبلية تعال معي عزيزي المربي لنتعرف كيف تربي ابنك اجتماعياً حتى يكون قادراً على
التفاعل مع المحيط، ويستطيع أن يطلب حقه ويعطي غيره حقه دون أن يظلم أو يظلم، ويكون له دور فعال في المجتمع،
ولنتعرف أولاً على حاجات أبنائنا النفسية:
حاجة الاحترام
إن إشباع حاجة الاحترام يعني قبول الطفل اجتماعياً وزرع الثقة به واكتساب ثقته، ولنا في رسول الله الأسوة الحسنة في
احترام الطفل، فقد كان يقوم عليه الصلاة والسلام على الصبيان ومناداتهم بكنُي جميلة واحترام حقوقهم في المجالس،
حيث استأذن النبي الغلام أن يُعطي الأشياخ قبله، وكان هو الجالس عن يمين الرسول.
كما لابد أن يكون الاحترام نابعاً من قلب الوالدين وليس مجرد مظاهر جوفاء، فالطفل وإن كان صغيراً فإنه يفهم النظرات
الجارحة والمحتقرة ويفرق بين ابتسامة الرضا والاستهزاء. وإضافة إلى السلام عليه ومناداته بأحب الأسماء واحترام
حقوقه، يجب الإجابة عن أسئلته وسماع حديثه وشكره إذا أحسن والدعاء له والثناء عليه وإعطائه فرصة للدفاع عن نفسه
وإبداء رأيه وسماع مشورته.
أما في مرحلة الطفولة المتأخرة فيجب أن يتفاعل المربي مع ولده تفاعلاً عاطفياً وعملياً، إذ يصادقه ويرافقه في السفر
ويشاركه في اللعب والعمل والقراءة، ويسمع شكواه وإذا اختلف المربي معه في الرأي فبينهما الحوار الهادئ والاحترام
المتبادل إلا أن للوالدين حق الطاعة والبر.
وعلى المربي أن يتقبل فكرة وقوع ولده في الخطأ، وأن يتذكر أن الخطأ ربما كان طريقاً للنجاح واستدراك الفائت، فلا يشنّع
عليه ويتيح له فرصة الرجوع والتوبة ليستعيد توازنه النفسي. فالدراسات تشير إلى أن الأسوياء كان آباؤهم يتلفتون إلى
محاسنهم ويمدحونهم على أعمالهم الحسنة أكثر من نقد الأخطاء، ويشاركونهم في اللعب والعمل كالأصدقاء.
وإذا فقدت هذه الصداقة وجدت الطفل في مراهقته يتعلق بزميل أو معلم أو قريب، وقد يكتسب خبرات سيئة كان الأولى أن
يكتسبها من والده لو أن الصداقة عقدت بينهما.
كما أن احتقار الطفل يشعره بالغربة بين أسرته والرغبة في العزلة ومن جهة أخرى يقوّي صلته برفاقه الذين يعجبون به،
وقد يكون هؤلاء رفقة سيئة فينساق وراءهم وينحرف، والواقع يشهد بمئات الأمثلة.
حاجة الاستقلال
قد تختلف شخصية الطفل وتفكيره عن والديه فعندها يجب أن تظل بينهما أواصر الصداقة والمحبة، إذ ليس شرطاً أن يكون
الولد صورة عن أبيه.
ويبدأ الشعور بحب الاستقلال عند الطفل في سن مبكرة، فهو يحاول الاعتماد على نفسه في تناول الطعام وارتداء الثياب
وعلى المربي أن يساعده على الاستقلال والاعتماد على النفس، وسيكون ذلك أمراً صعباً يحتاج إلى صبر، وينبغي ألا تقدم
له المساعدة إلا إذا كان العمل عسيراً لا يستطيعه، ويستمر في ذلك في كل حاجاته وأعماله، مما يدعم ثقته بنفسه ويسهل
تكيفه مع المجتمع.
الحب والحنان
يعتبر من أهم الحاجات النفسية، وتختلف وسائل إشباع هذه الحاجة من مرحلة لمرحلة، ففي مرحلة الطفولة المبكرة يلذ
للمربي ملاعبة الطفل وترقيصه ومداعبته بأرق العبارات وتقبيله وضمه، وبعد أن يبلغ خمس سنوات يحب الطفل أن يجلس
قريباً من الوالدين أو يضع رأسه على فخذ أحدهما أو يقبلهما أو غير ذلك، بل إنه تشتد حاجته تلك عند رجوعه من المدرسة
أو من مكان لم يصحب فيه والديه أو عند وجود مشكلة خارج البيت أو داخله.
وفي مرحلة المراهقة يظل محتاجاً إلى الحنان والحب من والديه، وذلك أنه قد يخجل من إظهار هذه العاطفة وبخاصة إذا
كان والداه ينتقدانه باستمرار، ويشعر أنه بالضعف والنقص.
وعدم إشباع هذه الحاجة يؤدي إلى عدم الثقة بالنفس، فيصعب على الطفل التكيف مع الآخرين ويصاب بالقلق والانطواء
والتوتر، بل يعد الحرمان من الحب أهم أسباب الإصابة بمرض الاكتئاب في المستقبل ومن الناحية الاجتماعية تحدث فجوة
بين المربي والطفل عندما لا تشبعُ حاجته إلى الحنان فيحسن الطفل بالانقباض تجاه والديه ويستقل بمشكلاته أو يفضي بها
للآخرين دون والديه، ويصبح عنده جوعة عاطفية تجعله مستعداً للتعلق بالآخرين، والتعلق يتخذ صوراً كالإعجاب والحب
المفرط المؤدي إلى العشق المحرم والشذوذ الجنسي.
الإفراط في الحب
وأيضاً يراعي عدم الإفراط في الحب وفي التعبير عنه فذلك يمنع المربي من الحزم في تربية الطفل ويعرض الطفل
للأمراض النفسية فقد يكون التدليل وتلبية الرغبات وتوفير أكثر الحاجات الضرورية والكمالية سببا في إفساد الطفل، لأنه
يتعود على الترف، ويعجز في مستقبله عن مواجهة الواقع ولن يستطيع تحمل المسؤوليات لأن حب الوالدين لو زاد عن
حده، وحملهما له، والرعاية الزائدة عن الحد تمنعه من الاستقلال وتحمل المسؤولية والقيام بالأعمال.
اللعب
إن ما يحققه اللعب من فوائد نفسية وبدنية وتربوية واجتماعية للطفل تجعله من الحاجات الضرورية لبناء نفسية الطفل،
وفوائده تجتمع في:
1- استنفاد الجهد الفائض والتنفيس عن التوتر الذي يتعرض له الطفل، فيضرب اللعبة متخيلاً أنه يضرب شخصاً أساء إليه
أو شخصاً وهمياً عرفه في خياله وفيما يُحكى له من الحكايات.
2- تعلم الخطأ والصواب وبعض الأخلاق كالصدق والعدل والأمانة وضبط النفس عن طريق اللعب الجماعي، وبناء
العلاقات الاجتماعية، فيتعلم التعاون والأخذ والعطاء واحترام حقوق الآخرين، كما يتعلم لعب دوره المستقبلي.
3- يدل اللعب بكثرة على توَقّد الذكاء والفطنة ويساعد على نمو العضلات وتجديد النشاط، وتنمية المهارات المختلفة.
ولكن هل ذلك يعني أن نترك أبناءنا يلعبون دون ضوابط مما لا شك فيه أن هناك ضوابط عدة للعب.
منقــــــــــــــــــــــــول