يقول ابن قتيبة رحمه الله
قرأت في سير العجم أن أردشير سار إلى الحضر(1)
وكان ملك السوادِ متحصناً فيها وكان من أعظم ملوك الطوائف (2) فحاصره فيها زماناً لا يجد اليه سبيلا حتى
رقيت أبنة ملك السواد يوماً فرأت أردشير فعشقته فنزلت وأخذت نشابة وكتبت عليها
(إن أنت شرطت لي أن تتزوجني دللتك على موضع تفتتح منه هذه المدينة بأيسر حيله وأخف مؤونة )ثم رمت بالنشابة نحو أردشير فكتب الجواب في نشابة: لك الوفاء بما سألتي. ثم القاها إليها فكتبت إليه تدله على الموضع فأرسل إليه أردشير فأفتتحه ودخل هو وجنوده وأهل المدينة غارون(3) فقتلوا ملكها وأكثر مقاتليها وتزوجها ,,
فبينما هي ذات ليلةٍ على فراشه أنكرت مكانها حتى سهرت لذلك عامة ليلتها فنظروا في الفراش فوجدوا تحت
المحبس (4)ورقة من ورق الآسِ قد أثرت في جلدها فسألها أردشير عند ذلك عما كان أبوها يغذوها به فقالت:
كان أكثر غذائي الشهد والزبد والمخ.
فقال أردشير: ما أحد ببالغ لك في الحباء والاكرام مبلغ أبيك , ولئن
كان جزاؤه عندك على جهد احسانه مع لطف قرابته وعظم حقه
جهد إساءتك
ما أنا بأمن لمثله منك
ثم أمر بأن تعقد قرونها بذنب فرس شديد المِراحِ جموح ثم يجرى
ففعل ذالك حتى تساقطت عضواً عضواً
(1)قصر بحيال تكريت بين دجله والفرات.
(2) ملوك الطوائف هم الملوك الذين أستبد كل ملك منهم بناحيته بعد تغلب الاسكندر على دارا بن دارا ومنهم
فرس ونبيط وعرب , وكان غرض الاسكندر من ذلك تشتيت كلمتهم وتحزبهم وغلبة كل رئيس منهم على الصقع
الذي هو به فينعدم نظام الملك والانقياد الى ملك واحد يجمع كلمتهم, وقد استمر ملكهم خمسمائة سنه وسبع عشرة سنة من ملك الاسكندر الى ظهور أردشير بن بابك بن ساسان الذي ظفر بهم واستولى على ملكهم.
وساق صاحب الاغاني(2/140 طبع دار الكتب المصريه), والطبري( قسم أول ص 829 طبع اوروبا),
وكتاب أخبار النساء(ص87)هذا الخبر ونسبه الىالنضيرة بنت الضيزن مع سابور بن أردشير.فأنظرها زانظر معجم ياقوت في اسم (الحضر)
(3) غارون : غافلون.
(4) المحبس (بكسر الميم وفتح الباء): المقرمة, وهي ثوب يطرح على ظهر الفراش للنوم عليه,
من مكتبتي آمل ان تروق لكم
للعبره والتأمل
اخوكم انساااان