استند رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء (12-5-2010) إلى التوراة ليجدد مزاعم الدولة اليهودية بشأن المدينة المقدسة، زاعماً أنه لم يرد ذكر للقدس في القرآن الكريم.
وقال نتنياهو - خلال جلسة للبرلمان الإسرائيلي "الكنيست" في ذكرى احتلال القدس الشرقية العربية عام 1967 - إن القدس واسمها العبري البديل “صهيون” وردت 850 مرة في العهد القديم أو التوراة. مجددًا التمسك بالمدينة المحتلة عاصمة موحدة للدولة اليهودية.
وأضاف نتنياهو : “أما بالنسبة لعدد المرات التي وردت فيها القدس في الكتب المقدسة للأديان الأخرى أوصيكم بأن تراجعوا هذا.” وبعد أن قاطعه نائب من عرب 48 في الكنيست قال نتنياهو : “ لأنك سألت.. القدس ذكرت 142 مرة في العهد الجديد، ولم يرد في القرآن اسم واحد من بين 16 اسما عربيا للقدس. لكن في تفسير موسع للقرآن من القرن الثاني عشر يقال إن هناك آية تشير إلى القدس.”
ولاقت تصريحات نتنياهو احتجاجات من النواب العرب بالكنيست مؤكدين أن القدس هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، متهمين نتنياهو بتزوير التاريخ، وطالبه النائب العربي طلب الصانع بالاعتذار، قبل أن يتم طرد النائب العربي خارج القاعة.
وأكد نتنياهو أن إسرائيل ستحتفظ بكل القدس وستضمن حرية العبادة في كل المواقع، وقال “لا تقييد ولا أنوي أن أقيد صلة الآخرين بالقدس. “لكني سأتصدى لمحاولة تقييد أو تحريف أو تشويش العلاقة الفريدة التي تربطنا نحن شعب إسرائيل بعاصمة إسرائيل.”
واستنادا إلى هذا التفسير تطلق إسرائيل على القدس اسم عاصمتها “الموحدة” وهو توصيف غير معترف به في الخارج إذ يؤيد العديد من القوى الكبرى مطالب الفلسطينيين بأن تكون القدس الشرقية العربية عاصمة لدولتهم المستقبلية.
وأعلن نتنياهو التزامه بمواصلة بناء مساكن استيطانية في القدس الشرقية، وأضاف "لا يمكن تحقيق الازدهار في مدينة مقسمة، ولا يمكن تقسيم أو تجميد مدينة مزدهرة". وتابع رئيس الحكومة الإسرائيلية "سنواصل البناء والنمو في القدس" في إشارة إلى المساكن الاستيطانية في القدس الشرقية المحتلة.
وفي القرن الأول الميلادي دمر الرومان المدينة وأصبحت القدس مدينة مسيحية تحت الحكم البيزنطي الذي تلا الرومان قبل أن تصبح عربية مسلمة في القرن السابع الميلادي. ثم استعادها الصليبيون الأوروبيون لمدة قرن قبل أن يسيطر عليها المسلمون مرة أخرى لمدة 700 عام قبل أن يهزم البريطانيون الأتراك العثمانيين عام 1917 . ومع استعداد بريطانيا للرحيل اقترحت الأمم المتحدة حكما دوليا للقدس عام 1947 . لكن هذا الاقتراح لم ير النور بسبب حرب عام 1948 التي انتهت بأن سيطرت إسرائيل على القدس الغربية بينما سيطر الأردن على القدس الشرقية. ثم في حرب عام 1967 احتلت إسرائيل القدس الشرقية حين احتلت الضفة الغربية.
ويقدس المسلمون في شتى أنحاء العالم الإسلامي مدينة القدس حيث يوجد بها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين كما يقدسها أيضا اليهود