الناس بطبيعتهم يلفت أنتباههم الشيء المختلف,وذلك لأن مخ الأنسانمع تكرار المعتاد, يصيبه الملل.
لأجل ذلك, فأن الموضه و "الصرعات" يكون أساسها في الغالب حالة تقول لللآخر "أنظر إلي..أنني مختلف" والموضه ليست فقط في الملابس,فهناك موضة الموسيقى,والرسم والبناء,وحتى الموضه في الصحه والكلام..ألخ.
فأي فكر مختلف يثير الأنتباه.
لكن الذكاء الفطري قادراً على أن يفرق بين المختلف والشاذ.
فالأول (المختلف) خارج عن المألوف,ولكن منطق وعقل الأنسان هو الذي يوجهه.
المختلف يجذب الأنتباه,ويجعل من ينظر إليك يكون معك أو ضدك,ولكن بهدوء.
لكن (الشاذ) عن المألوف, في الغالب يجعل الأخرين ضدك.
هناك الآن موضة الخبث والغموض والسوداويه,وكأنها أمور تسحر وتلفت الأنتباه.في الواقع الفطره البشريه ليس فيها هذا الأمر..الفطره السليمه عكس ذلك تماماً.
من أهم الأمور في التعامل الأنساني, أنك تتعامل مع أنسان فيه قدر كبير من البراءه والصدق..الأنسان البريء والصادق هو أنسان كاشف لنفسه,لأنه مرتاح مع نفسه,غير غامض,ولأنه ليس عنده شيء سييء يخفيه,وليس فيه شيء شيطاني.
بينما الآخر,كل همه أن يجعل من هو في مواجهته متعباً وحائراً.
نحن نتفاع8ل بالفطره والحدس مع الآخرين,وأي إحساس بالشد والعصبيه أو عدم الراحه,أو أي حركه غامضه وملتبسه من الآخر,تخبرك أن هناك شيء خطئاً,أو مساحة من عدم الصدق,فتجنب هذا الشخص.
وبصراحه هناك شاشه عظيمه تختصر عليك مسافة التفاعل.
هذه الشاشه هي العينان اللتان تقولان كل شيء,وعبرهما نميز طيبة هذا الأنسان من خبثه.
لا يمكن أن يكون الأنسان طيباً وبريئاً الا وتكون لهذا الأمر صفات ملازمه,هي طبعاً صفات جيده.
أحدى تلك الصفات الجيده في الأنسان الكرم, الكرم صفة جميله ورائعه والحديث عن الكرم حديث طويل, لكننا هنا نتناوله كخصله حميده,تعطيك مؤشراً على نجاح التعامل مع أنسان ما.
جبران خليل جبران يقول:
"الكرم ليس أن تعطيني ما أحتاج إليه أكثر منك, بل أن تعطيني ما تحتاج إليه أكثر مني"
هذا هو أثبات النيه الصافيه,وإثبات المحبه, بكرم يصل إلى درجة تفضيل الآخر على نفسك. تجوع وتعطي لقمتك بأسم الحب والمحبه لآخر..تبرد وتدفيء غيرك..تفقد أمانك
وتظلل الآخر بخيمة أمنه.
مشكلتنا في كل علاقاتنا العاطفيه,أن هذه المعادله مفقوده.
البعض يعطي دقيقه من أصل ساعه ضائعه في حساباته,ولكن يقف ويمنن الآخر بأنه أعطاه سنوات عمره.
المحبه هي عطاء على حسابات كل الأحتياجات.المحبه هي أن تعطي ما أنت في حاجة ماسه إليه,لتسعد الآخر..وهذا هو الحد الفاصل بين الصدق وعدم الصدق,والبراءه وعدم البراءه.
"حين يصدح الديك تصدح معه الحياة قائله:الأنسان حي,وكل حي له رأي وحكايه"
فلتكن صراحتك نور في ضلام الليل
حين يكون:
في قلبك خشية الله
في عقلك علم صادق
وفي يدك قلم جريء
الدكتوره/ فوزيه الدريع
مما قرأت وراق لي ولم أبخل به عليكم