قصه أبو نصر الصياد
مرت ليله طويله على أبو نصر الصياد وزوجته وإبنه
فلم يدخل جوفهم الطعام طوال اليوم..........
فيبكي إبنه من آلام الجوع و تبكي زوجته لبكاء إبنها تارة ولألم الجوع تارة أخرى
وبعد صلاة الفجر ذهب إلى رجل صالح اسمه(أحمد بن مسكين)
يشتكي حاله.....وحال أسرته وما قد أصابهم من فاقه وجوع
فقال له:هيا بنا إلى البحر.......
وهناك......صليا ركعتين ...
ثم رمى أبو نصر الصياد بالشبكة
فخرجت سمكة كبيرة فقال له الشيخ الصالح:
اذهب بها إلى السوق وبعها واشتري بثمنها طعاما لأهلك....
ذهب أبو نصر وباع السمكة واشترى بثمنها فطيرتين ...
وفي الطريق إلى بيته حدثته نفسه أن يذهب للشيخ ويعطيه إحدى الفطيرتين...
فرد عليه الشيخ قائلا : (لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة)
خذ هذا الطعام فأطعم به أهلك..
فانصرف أبو نصر الصياد شاكراً له فضله ومعروفه...
وفي الطريق إلى بيته ...وجد امرآة وطفلها....يبكيان....وينظران إلى الفطيرتين اللتان في يده....
فقال في نفسه...ان ما أصابها من جوع وألم....يذكرني بما أصاب زوجتي وإبني في الليله الماضيه...
فهل آثرهما على أهلي أم ..!!!!
فلم يطل في تردده أمام دموع المرآة وبكاء الطفل..
فأعطاهما الفطيرتين وهو في أمس الحاجة إليهما..
ثم عاد قافلا إلى بيته حاملا همومه وأحزانه..
ولم تمض خطوات قليلة قد مشاها ..
إلا وهو يسمع رجل ينادي بأعلى صوته ..
"أبو نصر الصياد!!؟ من يدلني عليه؟؟؟!!"
أخذ الناس يشيرون عليه؟؟؟!!
فأقبل الرجل عليه مسرعا وهو يقول:أنت أبو نصر الصياد؟؟
قلت:نعم !!
فقال :إني أبحث عنك منذ20 سنة...
لقد أقرضني والدك رحمه الله مبلغا من المال ثم مات ...
وهذا هو الدين على ..
فأخرج سرة بها(30000)درهماً
فصرت أغنى الناس
فأحببت الصدقه
فكنت أتصدق في اليوم الواحد بألف درهماً
فيزداد مالي حتى أعجبتني مالي وصدقتي ............
فذات يوم وأنا نائم رأيت فيما يرى النائم أن الساعة قد قامت
وحشر الناس في أرض المحشر وإذا بالمنادي ينادي على أسماء الناس ليقفوا أمام الميزان....
وجاء دوري....فقال الملك:أين أبو نصر الصياد هلم لحضور وزنك ؟؟!!
فوقفت وأنا أرتجف من الخوف ...
فوضعت حسناتي وسيئاتي فرجحت كفه السيئات...
فقلت للملك:وأين صدقاتي التي كنت أتصدق بها
فقال انظر إليها فإذا تحت كل درهم إعجاب بالنفس أو سمعه أو رياء ....
فقال المنادي :هل بقي له من شئ ؟؟
قالو نعم: بقي له الرقاقتين(الفطيرتين)
فوضعت في كفه الحسنات فتفاوتت مع كفه السيئات
فقال الملك هل بقي له من شئ ؟؟
فقالوا:دموع المرآة التي أعطاها الرقاقتين
فوضعت دموع المرآة فرجحت كفة الحسنات
فقال الملك:هل بقي له من شئ؟!
قالوا: بقي له أبتسامه الطفل
فرجحت ورجحت كفة الحسنات
فقال الملك:لقد نجا أبو نصر الصياد.....
لقد سعد سعادة لا يشقى بعدها أبداً...
فقمت من النوم وأنا أقول :
( لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة)