قال تعالى:
( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ )
@ كـــــــــــــــــــــــــــــــــابوس يــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراودني @
أبدأ فيه بكلمة واحسرتـــــــــــــــــــاه ...
خمسةٌ وعشرين عاماً تنقضي من عمرك وأنت تعرف شخص لا يغيب عن عينيك كثيراً ,
خمسةٌ وعشرين عاماً وأنت تجد طيبة قلب تستمر طيلة عمرك لايخالطها ذرة نفاق .
خمسةٌ وعشرين عاماً ...
" مشهد أخير "
عندما تكمل عامك الخامس والعشرين وفي يوم واحد تقوم من نومك فتذهب إلى المستشفى لكي تجد ابيك ملقى على سرير أبيض نائماً بدون نفس وتتكلم معه ولا يرد عليك , فتتساقط الدمعات وأقول له
( الله يرحمك ياجدي ويسكنك فسيح جناته ويجعل قبرك روضة من رياض الجنة ).
ثم تذهب بعد ذلك لتنظف وتجهز قبره لكي يرقد جثمانه في بيته الجديد وتجهز الماء واللبنات والحصوات التي توضع بعد دفنه على قبره .
بعد ذلك تذهب لمغسلة الموتى فتجد من يغسله بدلاً عنك وتطرق الباب
( افتحوا الباب ابي اغسل جدي ) ولا أحد يرد,
ثم تنهال الدمعات وتتكاثر,,,
وفجأة يفتح الباب وينادى ( تعالوا سلموا وودعوا أباكم وادعوا له ) فيصطفون كأنهم سرى على وداعه ,
فيأتي دوري وتلك الرائحة التي أشمها يا إلهي رائحة زكية, وأقبله على جبينه الذي بفضلٍ من الله يشع نوراً وأدعوا له ...
ويبدأ تكفينه بتلك القماشة البيضاء ثم يوضع عليه البشت بني اللون يا إلهي عفوك ورضاك ..
ثم تأتي سيارة فيوضع بها وأستقل مع السائق قمرة القيادة وأخي وأبي بالخلف فتنهال الدمعات والآهات ..
ثم يتحرك السائق حتى يصل إلى المسجد فننزله بالنعش لكي يصلى عليه بعد صلاة الظهر ويأخذ مرةً أخرى ويوضع بالسيارة ونذهب به إلى بيته الجديد , الذي قمت بتجهيزه قبل وصوله , فيوضع في القبر وتسد الحفره الداخليه التي وضع فيها باللبانة وأنا من يجهز الطين لكي تسد به فتحات اللبنات , ثم بعد ذلك وبعد مايدفن أأتي بالحصا بعربية التحميل لكي أضعه على قبره .
ثم تبدأ التعازي على الحبيب الغالي ( أبي وجدي ) .
مع هذا كله مازلت أحس أنه كابوس .
وأنتهي فيه بكلمة وا أبــــــــــــــــــــــــــــــــــــتاه .
ولم يزل الكابوس يروادني وسيظل يرادوني ..
جدي رحمك الله وأكرم نزلك وأسكنك فسيح جناته وجمعني وإياك في دار البقاء في جنات الخلد سبحانك أنت القادر على كل شيء.
أخيراً كلمة حق : لم أرى مثل ذلك الأب وصاحب القلب الطيب الذي مذ ولدت ولم أسمع منه كلمة لا أو أنه نهرني عن شيء , لم أرى سوى ابتسامته وضحكاته ,واعطوه اللي يبي ولا تبخلوا على ولدي وياويلكم تهاوشونه وتزعلونه .
يراودني مثل شعبيٌ قديم ( ما أعز من الولد إلا ولد الولد ) ولكن معك جدي تبدل المثل( ما أعز من الأب إلا أبو الأب ) ,,,
أبي يامن ترقد جثمانك في بيتك المختار من قبلي وداعي لك بكلمة كم كنت أحب أن أقولها لك منذ زمنٍ بعيد ولا يهون والدي فحبه لايتغير ولا يتبدل ولكن احساسي يقول لي ذلك
( حبي لك تعدى حبي لأبي ).
أرقد بسلام بإذن الله وسوف تعيش ذكراك خالدة في ذاكرتي ماحييت وسأبلغها لأبنائي من بعدي بإذن الله , وستظل الأجيال تذكر اسمك كما كنت تحفظني إياه
وتقول لي هذا اسمي الحقيقي
( علي معزي علي النمس السلطاني الدهمشي العنزي )
كما علمتني احفظه ماحييت . أبي احبك وثبتك الله عند السؤال .
وأخيراُ :
( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ )
( ربي الهمني الصبر والسلوان أنا وذوي المغفور له بإذن الله )
( أبي فقــــــــــــــدتك ومازلت افتقــــــــــدك )...
إبنك / الود طبعي ...
" أبا ثامر وفقكم الله لما يحبه ويرضاه "
:Islam_s_056: |