الفرق بين غزة ودبي !!

قد يبدو العنوان غريباً للوهلة الأولى عند كثير من الناس .. فلا مجال عندهم للمقارنة بين هاتين المدينتين .. وفي نظرهم أن أكتب عن أوجه التوافق بينهما إن كان ولابد .. وقصدهم من ذلك أن قطاع غزة لا يرتقي لمجرد ذكره مع إمارة كبيرة كإمارة دبي .. ولذا سأورد هنا نقطتين فقط توضح تفوق غزة على أختها دبي وهما الكثافة السكانية والشهرة العالمية ..

رغم أن مساحة دبي تعتبر أضعاف مساحة قطاع غزة (عشرة أضعاف تقريباً ) .. إلا أن عدد السكان في غزة يفوق عدد سكان إمارة دبي .. ففي إحصائية عام 2002م بلغ سكان إمارة دبي 961 ألف نسمة .. بينما بلغ سكان قطاع غزة 1.3 مليون نسمة.

ومن ناحية الشهرة العالمية .. فليس لدي أدنى شك بأن قطاع غزة أشهر بكثير من إمارة دبي .. لا من الناحية العربية والإسلامية فحسب .. بل من الناحية الدولية والعالمية .. فكل نشرة أخبار لا تخلو من أخبار عن غزة وأهالي غزة .. وكل مؤتمر واجتماع لا يخلو من الكلام عن قطاع غزة وأهالي غزة .. بل لو التقت أي شخصيتين سياسيتين الأولى من المشرق والأخرى من المغرب فلابد لهما من الحديث عن حال غزة وأهالي غزة .. بل تعدت الشهرة مجرد المعرفة إلى التعاطف والحب والشعور بالأخوة على المستوى العالمي بأسره .

الذي دفعني إلى كتابة هذا الكلام .. هو أنني قرأت خبرين منشورين في جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية .. سأوردها لك إجمالاً ..


يقول الخبر الأول من دبي .. أن إمارة دبي شهدت حفلا وصف بـ \"الأسطوري\" مساء الخميس الفائت واستمر حتى صباح اليوم التالي. وأقيم الحفل - الذي تكلف 20 مليون دولار وسط جزر \"النخلة\" الصناعية في مياه الخليج - بمناسبة افتتاح منتجع \"أتلانتس\" الذي يعد أحد أفخم منتجعات العالم ، حيث بلغت تكلفته ملياري دولار .. وأطلقت في الحفل ألعاب نارية تكلفت وحدها ما يزيد على 10 ملايين درهم إماراتي تفوق قوتها ما أطلق في أولمبياد الصين بمقدار سبعة أضعاف ..

وقالت الشركة المنظمة للحفل إن عدد الحضور زاد على ألفي شخصية من نجوم ومشاهير العالم على رأسهم مغنية البوب الشهيرة كايلي مينوج حيث كان لها فقرة في المهرجان مدتها ساعة كاملة ..

أما الخبر الثاني فهو من غزة .. قال عبد الناصر العجرمي رئيس جمعية أصحاب المطاحن في القطاع أن مطاحن الدقيق في غزة بدأت في استخدام القمح الثانوي \"المخصص للحيوانات والطيور\" وطحنه إلى دقيقٍ وذلك بعد نفاذ القمح الأساسي المستخدم وذلك تلبية لاحتياجات المواطنين والمخابز بسبب الحصار والإغلاق المتواصل لليوم الثامن عشر على التوالي .. وقال العجرمي في بيان له اليوم\":

"مطاحن غزة بدأت تستخدم القمح الرديء المخصص للحيوانات والطيور وتحوله إلى دقيق لتلبية احتياجات السوق والمخابز التي لا تعمل\" .. ويذكر أن غزة تعيش في أوضاع مأساوية حيث تتعرض المخابز في القطاع إلى أزمة شديدة مؤخرا بسبب تواصل انقطاع الكهرباء ووقف إمدادات الغاز والوقود إلى القطاع وإغلاق المعابر منذ أكثر من 17 يوما ..

حقيقةً لا يمكن وصف حفل دبي المذكور بأنه إسراف وتبذير لأنها والله قليلة في حقه .. بل يمكننا أن نصفه بأنه كارثة بكل المقاييس .. العالم يعج بأزمات مالية متتالية وارتفاع في أسعار المواد الأساسية .. وارتفاع في معدلات الفقر والبطالة .. وهبوط حاد في أسواق الأسهم والبورصة .. وديون متراكمة .. وشركات بل دول تعلن إفلاسها .. ثم تدفع هذه الأموال في ليلة واحدة .. كيف يمكننا وصف ما يحدث ؟ .. وإلى أي مستوى من التفكير وصل إليه هؤلاء ؟ .. وكيف ستكون النهاية ؟ ..

أختي الفاضلة/
مثالان متناقضان ,لا أتمنى أي منهما .
غزة :أخشى أن يأتي الدور علينا في الحصار والتجويع ,لأننا لم نفزع لهم ولم نرحمهم ولم نحس بهم .
دبي : مثال للإنحطاط الخلقي وسيطرة المادة والجشع على حياة الناس.
اللهم أصلح أحوالنا .

روح لا تحرمينا من ابداعك ونور عقلك
ومعلوماتك