استطاع باحثون من مستشفى بوسطن للأطفال في الولايات المتحدة، إجلاء الكثير من الغموض الذي يحيط بمتلازمة الموت المفاجئ عند الرضع "أس آي دي أس"، الأمر الذي قد يمكن المختصين من تشخيص إصابة الطفل قبل حدوث الوفاة.
وكان الباحثون أجروا دراسة تشريحية شملت عينة تألفت من 41 جثة لعدد من الوفيات من الأطفال، حيث كان سبب الوفاة في 31 حالة منها يعود للإصابة بمتلازمة "أس آي دي أس" أو ما يعرف بـ"موت المهد"، فيما اختلفت أسباب الوفاة في الحالات الأخرى.
وتفيد نتائج الدراسة التي نشرت في دورية الرابطة الطبية الأمريكية "جاما" الصادر عددها في الأول من تشرين ثاني/نوفمبر الجاري، أن الأسباب الرئيسة التي تقف خلف الإصابة بهذا المرض تعود لتغييرات بيولوجية تحدث في النسيج الدماغي والتي تتسبب في حدوث الوفاة المفاجئة عند الطفل المصاب.
وحسب الدراسة فقد أظهر التشريح أن الأطفال المصابين ممن شملتهم العينة، قد عانوا من خلل في الخلايا العصبية التي تتواجد في منطقة "جذع الدماغ" والذي يحوي مركز التنفس.
ويوضح الباحثون أن هذا النوع من الخلايا يفرز ويستهلك في ذات الوقت مادة السيروتونين، أحد أهم المواد الكيميائية في الدماغ.
وكانت الدراسات التي أجريت في السابق حذرت من أن استلقاء الطفل على بطنه أثناء نومه، قد يزيد من احتمالية وفاته بشكل مفاجئ بسبب الاختناق.
وأوضح الباحثون أن الاستلقاء على البطن أثناء النوم أو ارتداد الغطاء على الوجه بالنسبة للأطفال الرضع، سيجعلهم يتنفسون غاز ثاني أكسيد الكربون الذي أخرجوه مع الزفير، فتغدو كمية الأكسجين المتاحة للتنفس غير كافية، الأمر الذي سيؤدي إلى تنشيط مركز التنفس في جذع الدماغ، فيرتفع معدل التنفس بهدف تعويض الأكسجين، كما سيعمل ذلك على إيقاظ الطفل، فيحرك رأسه في اتجاه يسمح له بالتنفس بشكل جيد.
ويرجح الباحثون أن الأطفال الذين يعانون من وجود خلل في تلك المنطقة من الدماغ، أو ممن لم يكتمل لديهم نمو تلك الأجزاء الدماغية نتيجة صغر سنهم، فإن "نظام السيروتونين" في منطقة "الجذع " لن يعمل على حمايتهم، ليؤدي ذلك إلى الوفاة بشكل مفاجئ".
ويعلق في هذا الشأن حنا كيني، أحد أطباء مستشفى بوسطن للأطفال وعضو فريق البحث قائلاً" نعتقد أن المراكز التي تتحكم في الوظائف الحيوية للجسم، لا يكتمل نضوجها إلا في نهاية العام الأول من عمر الطفل".