[ المنتدى العام ]

للمواضيع العامة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-27-2010, 02:57 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو متمكن

البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 187
المشاركات: 43 [+]
بمعدل : 0.01 يوميا
اخر زياره : [+]
 

الإتصالات
الحالة:
مهندس الكلمة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : [ المنتدى العام ]
افتراضي رائع وجدير بالقراءة

رائع وجدير بالقراءة

الــتــذمــر


الكاتب: فضيلة الشيخ الدكتور/ سلمان بن فهد العودةحفظه الله



السبت 02 محرم 1431الموافق 19 ديسمبر 2009



أحد أصدقائي كان يوماً عرضة لبعض الضغوط الرسمية, تمنى معها أن يكون مجهولاً طليقاً, لا يعرفه أحد ولا يسأل عنه.

ثم توثقت صلاته ببعض أولي الأمر, فصار يتذمّر من كثرة الاتصال، وسيل الأسئلة، والتمنيات التي هي توجيهات لابد من تنفيذها في نهاية المطاف.

ثم تراخت الصلة ؛ فصار يعتب على التجاهل والنسيان, وكأنني لست من أهل هذا البلد, ولا أحد يسأل عني، ولا أحد يدري أين ذهبت ومتى عدت !

داعية نشط يشكو من الناس الذين افترسوا وقته، واستنفدوا طاقته، وألَحّوا في الطلب, ما بين سائل ومعجب, وصديق ومريد وقريب، هذا لشفاعة، وذاك لمسألة، وثالث لنصيحة، ورابع وخامس.

حتى إذا هدأت عنه الرِّجْل وخف الزحام؛ بدا عليه القلق وصار يتساءل : أين الناس ؟

انشغالك عنوان أهميتك، وأن يكون لديك مواعيد عدة متزاحمة، وبرامج كثيرة، ولديك أكثر من جوال، ومحمول، والعديد من البشر يتصلون ويطلبون اللقاء ؛ يشعرك بأن لحياتك معنى، حتى إذا تمادى الشغل بدأ الضيق والتبرم ؛ هؤلاء شغلوني حتى عن نفسي وأهلي..!

وحينما يصادف وقت فراغ أو إجازة ويخلو المرء بنفسه وأسرته بعيداً عن ضغوط الارتباط الاجتماعي؛ يتسلل الملل إلى نفسه، ويشعر بثقل الوقت ووطأته, وهو من دون عمل يعانيه، ومن ترك عادته فقد سعادته !

حين يجلس الأب مع أولاده وبناته, ويتكرر اللقاء, ويطول اللبث ؛ يتضجر من الإزعاج وصراخ الأطفال, ويتململ من كثرة الطلبات، ويحس أن الاجتماع جعل العلاقة تفتر ؛ فإذا ذهب بعيداً تذكّرهم بشوق, وسالت دموعه, وحن إلى لثغة الصغار وضحكهم, بل وحتى صراخهم وبكاؤهم يصبح أمنية جميلة !

حين تكون طالباً في مرحلة ما ؛ تحسّ بثقل الدراسة, وتنتظر الإجازة الصيفية، وتحسب الأيام والليالي متى أتخرج ؟ ومتى أنتهي من الدراسة, وأصبح موظفاً أو أباً أو تاجراً أو..

فإذا تخرج حنّ إلى أيامها , وردد ذكرياتها باغتباط، وتمنى لو تعود الأيام السالفات!

حين تدق طبول الحرب، وترتفع وتيرة المخاوف؛ يتذمر الناس من القادم المجهول، ويضيقون ذرعاً إزاء العجز عن فعل شيء مؤثر في مجريات الأحداث، وهم لا يملكون حولاً ولا طولاً، فإذا بسط السلام جناحه وطال الهدوء، وامتد الاستقرار إلا من منغصات يسيرة هنا أو هناك، بدأت بعض النفوس تتضجر من الرتابة والأيام المتشابهة والحياة العادية.

أحد الشباب مُولع بالمطر، هو في أول الذاهبين لصلاة الاستسقاء، وأحد المتابعين لأخبار السيول، ومن عشاق الربيع والصحراء، يطبّق سنن الغيث بدقّة، « مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ » رواه البخاري ومسلم...

يخرج من دون غُترة؛ ليبل المطر رأسه, وهو يقول « حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى » رواه مسلم.

فإذا زاد المطر قال : « اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، وَلاَ عَلَيْنَا » رواه البخاري ومسلم.

اتباعاً للسنة وإن كان في داخل قلبه لا يزال يطمع بالمزيد !

سافر مبتعثاً إلى بلد غربي، وما هي إلا أيام وليالي حتى بدأ ينتظر الشمس بفارغ الصبر، ويشعر بالضيق حين يصحو فيجد الجو غائماً أو مطيراً.. وصار يردد:

الشمس أجمل في بلادي من سواها،،و الظلام،حتى الظلام - هناك أجمل

موجة البرد تصنع الشوق للشمس ولو كانت حارقة، وشدة الحر تجدد اللهفة للبرودة.

وفي الحديث في مسند الإمام أحمد بسند صحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: « ابْنُ آدَمَ إِنْ أَصَابَهُ الْبَرْدُ قَالَ حِسّ وَإِنْ أَصَابَهُ الْحَرُّ قَالَ حِسّ » وحس: كلمة يقولها مَن إذا أصابه ما مضّه وأحرقه...


هل المرء يريد الوسط ؟

كلا.

بل هو يريد التبدل والتنوع، شاب يريد أن يكبر، وكبير يود لو يصغر.

صغير يطلب الكبرا......... وشيخ ودّ لو صغرا

وخال يشتهي عملاً....... وذو عمل به ضجرا

ورب المال في تعب..... وفي تعب من افتقرا

وذو الأولاد مهموم......... وطالبهم قد انفطرا

ومن فقد الجمال شكى... وقد يشكو الذي بهرا

ويشقى المرء منهزماً.... ولا يرتاح منتصرا

ويبغي المجد في لهف.... فإن يظفر به فترا

شكاة مالها حكم... سوي الخصمين إن حضرا

ولعله في النهاية لا يعرف ما يريد، أو لا يريد أن يعرف.

ولذا جاء في صفة الجنة :

(خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً) (الكهف:108)

وكأن الخلود مظنة الملالة في لزوم حال واحدة، فكان من البلاغة الاحتراس بأنهم لا يطلبون تحولاً عنها، أما أحوالها فلهم فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون، فكلما تاقت النفس لشيء من الأحوال أو الأشكال أو المتع تحقق لها.

وهكذا في الزواج والعزوبة..

وفي الثراء والكفاف..

وفي الصحة والمرض..

(إِنَّ الْأِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ).












عرض البوم صور مهندس الكلمة   رد مع اقتباس
قديم 08-28-2010, 04:41 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية علي هلال السلطاني

البيانات
التسجيل: Dec 2008
العضوية: 393
المشاركات: 3,889 [+]
بمعدل : 0.67 يوميا
اخر زياره : [+]
 

الإتصالات
الحالة:
علي هلال السلطاني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مهندس الكلمة المنتدى : [ المنتدى العام ]
افتراضي

شكرا أخي العزيز والغالي لهذا النقل الرائع والمفيد بارك الله فيك

بنوا أدم دائما أغلبهم في حيرة من أمرهم ومتقلبون بجميع الاتجاهات ولا يستقرون عند رأي واحد

وتسير بهم الدنيا وهم غافلون وتذهب أوقاتهم وهم ينظرون وفي الأخر يقولون لو نعلم كان كذا وكذا

وكما قال الشاعر(يموت الأدمي وحاجته ما قضاها)

والله يهدي الجميع لما يحبه ويرضاه

وننتظر المزيد من الدرر
وتقبل تحياتي












عرض البوم صور علي هلال السلطاني   رد مع اقتباس
قديم 08-28-2010, 05:29 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

عضو مميز

الرتبة:

البيانات
التسجيل: May 2009
العضوية: 575
المشاركات: 1,762 [+]
بمعدل : 0.31 يوميا
اخر زياره : [+]
 

الإتصالات
الحالة:
ملاك غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مهندس الكلمة المنتدى : [ المنتدى العام ]
افتراضي

شكرالك لهذاالنقل الرائع والمفيد وهوفعلا كلام سليم جدا.












عرض البوم صور ملاك   رد مع اقتباس
قديم 09-03-2010, 11:51 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

مراقبة القسم الاسلامي

الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أمل السلطاني

البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 996
المشاركات: 5,082 [+]
بمعدل : 0.97 يوميا
اخر زياره : [+]
 

الإتصالات
الحالة:
أمل السلطاني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : مهندس الكلمة المنتدى : [ المنتدى العام ]
افتراضي

وفقك الله مشكور عالنقل












توقيع :

والله لو علموا قبيح سريرتي لأبى السلام علي من يلقاني ولأعرضوا عني وملوا صُحبتي ولبوأت بعد كرامة بهواني لكن سترت معايبي ومثالبي وحلُمت عن سخطي وعن طغياني

عرض البوم صور أمل السلطاني   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدليلية (Tags)
بالقراءة, راسع, وجدير


(مشاهدة الكل الأعضاء الذين شاهدوا الموضوع : 0
لا توجد مشاهدات من الأعضاء لهذا الموضوع من قبل.

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نشيد رائع رائع للثورة السورية ضد الطاغية أمل السلطاني المكتبة الصوتية والمرئية 5 03-23-2012 01:01 AM
صوت الشيخ نعمة الحسان العراقي رائع رائع رائع أمل السلطاني المكتبة الصوتية والمرئية 4 12-03-2011 05:21 AM
نشيد رحلتٌ إلى بحار العش حُلمي ..رائع رائع أمل السلطاني المكتبة الصوتية والمرئية 6 10-29-2011 10:05 PM
مقطع رائع ونادر محمد زعل المكتبة الصوتية والمرئية 2 02-11-2011 08:09 AM
عبدالله عواد الجهني يقرأ بالقراءة الحجازية الخاشعة يــزيــد المكتبة الصوتية والمرئية 4 10-07-2010 10:17 PM


الساعة الآن 01:14 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. diamond