ككل جمعة روتينية أقضيها منذ أن بلغت الحلم
وَ وجب عليَّ المحافظة على جميع صلاواتي المفروضة
وَ الغير مفروضة من الراتبة والسنن الأخرى غير أن الأخيرة غير المفروضة يالله عفوك وعسايَّ أن أتقيَّد بمفروضي ,
كما أُخبِرتُ بأنها ذات فضل عظيم " الجمعة " ,
و يجب أن تُحضِر لها مُسبقاً أشياء توحي بأهميتها
من إغتسال وَ تطيُّب وَ تبخر وَ تقليم أظافر وما يترتب على النظافة العامة التي يجب أن لا تتعدى قذارتها الأربعينية ,
مما يمنحك روحانية هذا اليوم العظيم وَ يشعرك بأنك ضمن حدود الله وتذر البيع وَ لست خارج عن الطاعة .
غير أن هذه الطقوس الجمعية فُقِد بعضها وتم الإكتفاء بالوضوء " التقليدي "
كما نفعل مع كل صلاة أخرى ولا تثريب في ذلك
فمن سعة الدين و رحمة الله أن كل الأمر عبادة
وأن تخصيص النظافة التي حثتنا عليها السنة النبوية ماهي إلا طلب الفضل الأعلى
الأمر الذي أُحدِثُ نفسي به وهو خاص بالمناسبة
أنه قبل سنين كنا نُحِسُ فعلاً ونشعر عبر أرواحنا بيوم الجمعة
وأنه يوم مختلف ويوم عيد فعلاً لنظافتنا التي نمارسها في كل عيد فطر أو أضحى " نظافة مناسبات "
بل حتى و يوم وطني فنحن نتفاعل مع دعاء الخطيب لوليِّ الأمر
والتأمين خلف الخطيب يكون نابع من القلب وبإخلاص ويدل على أننا فعلاً أصحاب بيِّعة لا يجب أن نخونها
حتى أننا نرفع أكفنا أحياناً دون أن نطلي الوجه بالأخضر والأبيض
كانت قناعة وطنية وولاء فطري يحتم علينا رفع أصواتنا في " آمين "
مع سلامة كافة مرافق الجامع من زجاج ومكيفات فالحماسة لا تأتي مع الروحانية أنه الهدوء فقط المُصاحِب والملازم لها .
وكانت أمي تصحو قبل الجميع
وتحضر الإفطار والشاي والقهوة العربية وَ " البخور "
ليس لتحضير الجان , بل لطرد الشياطين من رؤوسنا وقت إشتمام رائحة " الإستعداد للجمعة "
وَ كانت أيضاً تحفزنا وقت إيقاظنا بقولها " اليوم صنعت لكم البيض " :d علامة الجمعة على مائدة الإفطار
فنهب جميعاً للبيض أقصد للصلاة
فنتسابق على من " يتروش أول " لأن الحمام " أجلكم الله " واحد داخل المنزل وآخر للرجال خارجه وهذا الأخير خاص بـ " بعلها " لا أحد يقترب منه.
ويبدأ المناحس على الدور الأول أنا قلت كذا لأمي البارحة أنني أول من " يتروش " وذاك يقول أنت كاذب أنا أو من " حجز "
ولا يفك الإحتدام سوى " أقطع وأخس " من ذلك الأب الروحي والأسري
حيث يبدأ الأكبر فالأصغر وتنتهي الأزمة الجمعية , ويجتمع الجميع لإلتهام البيض والحليب المغلي ,
ثم ينطلق الجميع إلى الجامع بعد أن لبس الثوب المكوي وأخذ حصته من " المبخرة " وَ رشّة العطر الرخيصة إنذاك لا أعلم لها صناعة .
الآن ماذا حدث لمثل هذه الطقوس لمثل تلك التربية الجمعية
أين ذهبت مِنا , من المتسبب في وأدها والإكتفاء بالإستيقاظ على خطبة الجامع والوضوء السريع الذي يترك بعض " علامات النوم " في المُقل .
أين ذهب الإستمتاع بخطبة الجمعة
بالدعاء لولاة الأمر , بالدعاء للمستضعفين , بطلب الغيث بالعفو والصفح عن الذنوب
كل هذه الروحانية المصاحبة لعيد الجمعة ذهبت وبقي أشخاص يأتون للجمعة وكأنهم في عزاء
وبالكاد تجد من ينصت للجمعة ويستشعر الروحانية دون أن يذهب بعقله إلى خارج الجامع والتفكر في أشياء لا تمت للإحتفاء الروحي بصلة ولا يستيقظ إلا عند " أذكروا الله يذكركم "
بل وتكاثر المتململون الذين يرون أن هذه الدقائق الجمعية كجبال وضعت على ظهورهم .
مَن سرق عِطر الجمعة من أنفاسنا , و مَن إغتال الجسد النظيف والعقل المستمع لكل كلمة تفوه بها " الخطيب "
هل سُجل أسمك ضمن المصلين من قبل الملائكة الذين يقفون عند باب الجامع .!
أم أنك أتيت بعد دخول " الخطيب " ووقت إستماع الملائكة وإنتهاء مهمة التسجيل للمبادرة في الحضور المُبكر.
لا أعلم من ولد بداخلنا كره التضرع لله في حماية ولاة الأمر والدعاء لهم وأصبحنا نراه روتين ممل يجب على الخطيب التخلي عنه وإستحداث ماهو أقوى لكي يبث فينا إخلاص التأمين .
ولا أعلم أين زوجتي من تصرفات أمي الجمعية .!
ليلة البارحة كنت عند أخي الكبير " ابو ثامر طيب الله ثراه فهو ميت رغم تمتعه بالحياة "
وكان أحدهم يشاركنا السَمَر
وكان الحديث أيضاً صاحبة شيء من " زوجه "
والآخر جاء بقوله أنه سوف يتزوج بأخرى ويصبح " أبو أثنين " ولا شان لـ ابو اثنين هذا بقبيلة سبيع الغلباء بل هو " عدد زوجي " للزوجــه .
وتحدث عن فضائل وعن دين
وعن كل ما يسانده ويبرر له فعلته الصائبة تجاه من تستيقظ له صباحاً
وتصنع له الإفطار وتنتظره على مائدة الغداء
ولا تعمل خارج منزلها وَ أمور أخرى حريّ به أن يأخذها على محمل " الوفاء والتضحية في رغبة التجديد "
لا البحث عن أخرى تحيي بداخل الأولى " نِزاعات "
تولدها حُمَّى " ماذا يقول لها , أين يضع يده على جبهتها , أم يقبل رأسها أم وأماااات كثيرات " تشحنها وتجعل منها " أنثى تبحث عن الشر "
كان يمدح الجانب الجيد فيها وأنه رجل الماضي الذي " عَسَفَ مهرة الأنثى الشرقية " ,
في حين تخاذل الآخرون الذين يتزاحمون على مائدة الإفطار في قاعات العمل عن ذلك .
وقال أنها العولمة من فعلت بالرجال مافعلت , ربما يقصد تلاقح الأفكار وإختلاط الثقافات ومعرفة أن الأنثى ليس مجرد خادمة .
ومع كل المديح التي حضيت به زوجته بأنها أنثى صالحة للحياة الزوجية
وبارعة في حفظ ماء الوجه أمام " الرجال "
قال أنه سيكافئها بزوجة أخرى فعلى حد قولـه و ابرأ لله من هذا القول أن " مايدق خشم المره إلا المره " طيب يارجاااال .!
عموماً قاتل الله ابو ثامر ومجلسه
حيث دائرة الحديث طالت كل المستويات حتى " سيد قطب "
ونتجت بدورها التمعن بدور " الجمعة " في تربيتنا كأبناء مسلمين عبر الخطابة وعبر النظافة وعبر الإلتزام بالأدوار والتقيد بالوقت وإستحضار الروح .
وكل جمعة وانتم بخير , اللهم على سبيل التهنئة لا على سبيل الإعتقاد بوجوب الإلتزام بها كما يفعل المبتدعة .
وطن.!
جمعةٌ مـا من هذا العام
2009