(( موضوع منقول وأعجبني فأحببت ان تقرأوه وتناقشوا مظمووونه)))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحوار .. او النقاش .. هو -بتعريف بسيط- تبادل الافكار والقناعات والدفاع عنها بحجج وبراهين واضحة ومنطقية
والغاية منه اقناع الطرف الاخر بفكرة الطرف الاول
لكن طبعا عادة ماحد يقتنع.. (فغضو الطرف عن الغاية)
فهل لنا أن نتساءل.. من أين نستقي مبادئ الحوار وأسسه وقواعده وقوانينه؟؟
من نتبع لو اردنا أن نتحاور بشكل صحي وجميل؟
بمن نقتدي؟ وعلى ماذا نعتمد؟
وهل لنا ان نتساءل.. قناعاتنا .. أفكارنا.. مبادئنا .. شخصياتنا بكل مافيها.. ممن نستمدها؟؟
من هو مثلنا الأعلى؟؟
أو من يجب أن يكون مثلنا الأعلى؟؟
والجواب المعروف والمتوقع هو نبينا محمد عليه الصلاة والسلام
فلم يُـعرف معلما للبشرية أفضل ولا أهدى منه
<< مافيه نقاش هنا... كلنا متفقين
ثم هل يحق لنا ان نتساءل من أين نبع لنا مصطلح "الشخصنة"؟؟
وتحديدا.. كيف تكونت فكرة "شخصنة الحوار"؟؟ وما منشأها؟؟
بتعريف بسيط... هل يستطيع أحدكم أن يشرح لنا معنى كلمة "شخصنة"؟؟
عندي مثالين
أتوقع راح تتضح فكرة الموضوع بعد قراءتها
نفس الفعل.. وردة الفعل مختلفة
فما السبب؟؟
أن فتى شابا أتى النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فقال : يا رسول الله إئذن لي بالزنا ؟ فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا : مه مه ؟ فقال : أدنه فدنا منه قريبا قال : فجلس . قال : أتحبه لأمك قال : لا والله ، جعلني الله فداءك قال : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم قال : أفتحبه لابنتك ؟ قل : لا والله يا رسول الله ، جعلني الله فداءك قال : ولا الناس يحبونه لبناتهم قال : أفتحبه لأختك ؟ قل : لا والله يا رسول الله ، جعلني الله فداءك قال : ولا الناس يحبونه لأخواتهم . قال : أفتحبه لعمتك ؟ قل : لا والله يا رسول الله ، جعلني الله فداءك قال : ولا الناس يحبونه لعماتهم . قال : أفتحبه لخالتك ؟ قل : لا والله يا رسول الله ، جعلني الله فداءك قال : ولا الناس يحبونه لخالاتهم . قال فوضع يده عليه وقال : اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء .
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيحالمسند - الصفحة أو الرقم: 501
خلاصة حكم المحدث: صحيح
يدل هذا الحديث على أنه كان هناك حوار بين الرسول عليه السلام والفتى
والأهم أنه كانت هناك شخصنة للحوار
على الأقل كما يزعم البعض
عندما استأذن الفتى الرسول في الزنا... زمجر الصحابة وغضبوا لما تفوه به
لكن عندما حاوره الرسول عليه السلام .. سكت الصحابة.. لم يعترضو على منهاجه وطريقته!!
لم يزمجروا كزمجرتهم الأولى!
والواضح من سياق الحديث أن ما حصل فيه هو ما يعتبره بعض كتاب زماننا هذا "شخصنة" للحوار
وهو تحديدا السؤال عما اذا كان الشخص يرضى بما ينادي به -أو يريده- لأهله وعرضه!!
وأما الصحابة رضوان الله عليهم.. فلم يروا ان هذا شخصنة للحوار وأنه سيؤثر على الحوار وصحته وسلامته!!
وبغض النظر عن رد فعل الصحابة, فما رأينا في فعل الذي لا ينطق عن الهوى؟؟؟
(والأصل أن لا رأي لنا بعد كلام الرسول عليه الصلاة والسلام.. ولكن سؤالي هذا استنكاري)
كيف استقر في قلوب بعض الكتاب أن مثل هذا السؤال هو شخصنة للحوار؟
وهو مما يضر الحوار!!
وهاهو ذا يرد في حديث للمصطفى .. هدي نبوي واااااضح لا تشوبه شائبة
فهل الشخصنة -بهذا المعنى- سياسة نبوية؟؟
نعم.. هي سياسة نبوية ناجعة جدا
<< كما ثبت من هذا الحديث
وليس فيها ما يسوء المخاطب.. وليس فيها انحدار لمستوى الحوار كما يخيل للبعض!
فما بال أقوام يشتمون من استعمل هذا الاسلوب ويستهزأون به ؟؟
ويتندرون به
ويجعلونه في اسفل سلم الحوار! أو ممن لا يفقه في الحوار شيئا!!
ولا يوشك أحدهم أن يقتدي في حواره وحجته بحوار الهادي المصطفى وحجته, حتى نجد عشرات الردود الناقمة على مستوى الحوار!!
المستنكرة لهذه "الشخصنة"
و الساخطة على هذا التفكير
من أين صرنا نستقي أسسنا ومبادئنا وقناعاتنا فيما يتعلق بتفاصيل حياتنا؟
وكيف تُـرك الهدي النبوي, وتعلق المسلمون بما وصلهم من ثقافة الآخر؟؟
لماذا هذه التبعية العمياء لكل ما نسمع, وبدون تمحيص وتفكير ومقارنة ومتابعة لهدي النبي الأكرم وأصحابه الكرام؟
لماذا لا نقنن ما نستورده من غيرنا.. فنأخذ النافع ونلفظ الضار؟
لماذا نأخذ المصطلحات والمفاهيم كـكل لا يتجزأ؟؟
لمَ لمْ نستطع الأخذ بهدي نبينا أولا؟؟
ثم ننظر للمفيد من آراء الحكماء والفلاسفة, وبما يتفق مع شرعنا!
المثال الثاني مواقف من واقع المنتديات
ولكم المقارنة بين ردود الأفعال.. ولكم الحكم!!
ذكر أحدهم أنه من داعمي الاختلاط ومحبيه!
وندد بمن هو ضده!!
وحالما وجه له السؤال الناجع " هل ترضاه لأهلك", بدأ بالتذمر من مستوى الحوار في ملتقى الحوار
وبدأ غيره بالسخط على هذه الشخصنة البشعة!
"وما دخل أهله يا هذا؟!!"
" لا تشخصنوا الحوار!!"
ونفس الموقف مرة اخرى
ينادي أحدهم بكشف الوجه للمرأة, وباحترامه لمن قيل أنها أحرقت الحجاب في الرياض
وبأنه ضد ارغام المرأة على الحجاب.. فلها حرية الاختيار
ولما سؤل: "هل ترضاه لزوجتك.. او لأختك؟"
ردة الفعل لم تتغير
"أهلي لا دخل لهم هنا.. فلا تتكلموا عنهم.. ولا تشخصنوا الحوار"
والله ما هذه شخصنة للحوار
بل هو المنهج النبوي لحوار هادئ راقٍ ناجح.. ولنتائج جميلة ناجحة
والفكرة الأعم والأهم.. أننا يجب ألا نأخذ المفاهيم ككل لا يتجزأ..
بل علينا أن نُعمل العقل .. ونتأمل فيما لدينا من كنوز ربانية ونبوية
فبهما لن نخفق ولن نفشل ولن "نتدهور"
أرق التحايا