التسامح فضيلة وعلاج بمناسبة قرب شهر الخير
التسامح فضيلة وعلاج
إن أعظم ما يمكن ان يفعله المسلم في رمضان هو التوقف عن
شحن نفسه بالكراهية
لمن اساء اليه،
فنحن تماماً مثل بطاريات الأجهزة الكهربائية القابلة للشحن إما ان نزيد من غلواء كراهيتنا
لبعضنا أو نوظف رمضان لتفريغ ما في نفوسنا من كراهية،
والوسيلة الوحيدة لذلك ان نقف قليلاً عند من اساء لنا من اخواننا المسلمين
ليطرح كل منا على نفسه سؤالاً هل الافضل ان ادعو عليه في هذا الشهر أم ادعو له.
وما الفرق بين أن أدعو له وبين أن أدعو عليه؟
لا شك ان الفرق كبير وشاسع فإن دعوت عليه شحنت نفسي بكراهيته،
علماً بأن هذه الكراهية نار تحرقني وربما لا يشعر هو بها، ومن يشحن نار الكراهية في نفسه
عليه ان يتأكد انه سيكون متوتراً وربما طالت نار الكراهية بعد نفسه اقرب الناس اليه وربما
كانوا من محبيه، فمن يعش تحت وطأة الكراهية التي تملأ نفسه سيجد انه متوتر معظم الوقت
توتراً اشبه ما يكون بالوتر المشدود لا يحتاج لأكثر من لمسة بسيطة حتى يصدر ضجيجاً فهو
لا يحتمل كلمة من اقرب الناس اليه احياناً او من زميل عمل او ربما من شخص غريب في
شارع فسرعان ما يغضب ويشتم وربما يضرب، وانه لمنظر مؤلم حين نرى في الشارع
شخصين صائمين يتشاجران على - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله : كل عمل ابن آدم له إلا الصيام ، فإنه لي وأنا أجزي به ، والصيام جنة ، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني امرؤ صائم . والذي نفس محمد بيده ، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك . للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح ، وإذا لقي ربه فرح بصومه .
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1904
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
»
وبالتالي فلن ينالا من صيامهما الا الجوع والعطش كما قال عليه السلام:
« - رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ورب قائم حظه من قيامه السهر
الراوي: أبو هريرة المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/155
خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
».
انها فرصة ثمينة ليس فقط لكسب منزلة العافين عن الناس والمصلحين والمحسنين فقط في الآخرة
وانما لجعل التسامح وسيلة لتفريغ شحنات الكراهية التي تؤذي صاحبها كما تؤذي اعز الناس اليه
بسبب انفعاله وتوتره.
هل صعب علينا ان نوظف زائراً خفيف الظل يحمل في كل ثانية من ثوانيه التي يمضيها معنا ليكون
اداة نافعة لتفريغ هذه الشحنات القاتلة ولنجعل التسامح شعاراً لنا حتى مع من اساء الينا خاصة
اننا لسنا على يقين اننا قد نبقى لعام آخر لنعيش مع رمضان شهر التسامح والخير والاحسان.
منقول