المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
|
الرتبة: |
|
البيانات |
التسجيل: |
Nov 2008 |
العضوية: |
269 |
المشاركات: |
716 [+] |
بمعدل : |
0.12 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
المنتدى الاسلإمي
علموا أبناءكم حب الصحابة
علموا أبناءكم حب الصحابة
إن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اصطفاهم الله لصحبة نبيه , وجعلهم أعلام الهدى ومصابيح الدجى , لما علم فيهم من نقاء السيرة , وطهارة السريرة , فهم أقرب الناس للوحي , وألصق بمعلمه صلى الله عليه وسلم , ولهم اطّلاع وفهم , واستنباط للكتاب والسنة , مما لم يصل إليه غيرهم , لما وجد فيهم من حسن النية , وسلامة الطوية , وصفاء الذهن , ومع هذا صبر وإيمان , وتضحية وإحسان ,
بذلوا أنفسهم , وأموالهم , وأولادهم , وكل ما يستطيعون , في سبيل مرضاة الله , فلهم الفضل في نقل الشريعة والدين , ولهم الفضل في الفتح والتمكين ,
فارقوا الأوطان , وهجروا الخلان , وتركوا أعز شيء عليهم , راضين مختارين , إلى أرض لا عهد لهم بها , وأمم لا نسب ولا ألفة بينهم وبينها , كل ذلك في سبيل الله ,
لا يعرف عظمة هذا الجيل إلا من قرأ سيرته , وتابع حركته ومسيرته , إن موقعهم في الصدارة من البشرية , لا يتقدمهم إلا الأنبياء والرسل الكرام , إنهم جيل نصر , وثلة خير , وأئمة دعوة , وما أجمل ما قاله أبو بكر الخطيب البغدادي ~ عنهم . قال في كتابه الكفاية ص 96 : " على أنه لو لم يرد من الله عز وجل ورسوله فيهم شيء مما ذكرناه لأوجبت الحال التي كانوا عليها، من الهجرة، والجهاد، والنصرة، وبذل المهج والأموال، وقتل الآباء والأولاد، والمناصحة في الدين، وقوة الإيمان واليقين القطع على عدالتهم , والاعتقاد لنزاهتهم، وأنهم أفضل من جميع المعدلين والمزكين الذين يجيئون من بعدهم أبد الآبدين "..
وقد اهتم العلماء بسيرهم , ومواقفهم , وأقوالهم , لأنهم عاصروا التنزيل , وشهدوا التأويل , وفهموا دلالة الكتاب والسنة , فمن اقتدى بهم فهو على الطريق القويم , والصراط المستقيم , قال الإمام أحمد في كتاب السنة ص 87 :"حبُّهم سنة، والدعاء لهم قربة، والاقتداء بهم وسيلة، والأخذ بآثارهم فضيلة ".
وبعد أيها الإخوة :
لم نثري التربية بسيرة هؤلاء العظماء ؛ ولم نعط أجيالنا الزاد الكافي من السيرة العطرة لهؤلاء الثلة المباركة ؛ مما جعل أبناءنا يلتمسون القدوات من غيرهم , فاهتموا بقصص الأعاجم من اللاعبين والمغنين , والممثلين وغيرهم , وبحثوا عن آخر أعمالهم , وبطولاتهم المزعومة , ومغامراتهم العاطفية , وسهراتهم الفنية ,
إن الإهمال في إظهار القدوات الصالحة , سلوك اجتماعي خاطيء , ينبغي معالجته قبل أن يستفحل الداء , ويصعب الدواء , وعندها لا يجد أبناءنا طريق الهداية.
أين نحن من الجلسة العائلية التي يتحدث فيها الأب , أو الأم مع الأبناء عن أحد هؤلاء العظماء ؟ عن صبرهم , عن وفائهم , عن صدقهم , عن جهادهم ؟ ...إلخ.
أين المكتبة الإسلامية التي تتوسط البيت , فتكون روضة مليئة بالكتب والكتيبات التي تحكي قصصهم , وسيرتهم؟ إننا لا نجد من هذه الكتب شيئاً ملحوظاً في كثير من بيوت المسلمين , مع أنها متوفرة في أحسن الطبعات , والألوان ؟ بل للأسف لا يعرف بعض الآباء والمربين الكتب الهامة التي ألّفت في الصحابة , ككتاب الإصابة لا بن حجر , والاستيعاب لابن عبد البر , وأسد الغابة لابن الأثير , ومعرفة الصحابة لأبي نعيم ...إلخ.
أين الاهتمام في سيرة الصحابة في فصولنا ؟ إنه درس مختصر عند البعض سرعان ما ينتهي , دون بيان للصور المشرقة , والمواقف السامقة , والبطولات الفائقة ,
إنها أجيال هائمة , تبحث عمن يعيد بوصلتها لتتجه الوجهة السليمة , فحري بك أيها المربي أن تشبع نهمتها , وأن تسدد مسيرتها , وأن تروي غلّتها , فأين مواقف أبي بكر البطولية , وأين سيرة عمر الرضية , ومن هو ابن عباس ؟ كيف كانت حياته , وأوقاته؟ من عائشة أو خديجة أو فاطمة ..إلخ.
لقد اهتمت الأمم بتمجيد عظماءها , وهم عباد دنيا , ومنصب وشهوة ومال , ونحن قصرنا في نشر سيرة أسلافنا الأبطال , ممن لم يسمع التاريخ بمثلهم بعد النبيين رجال , رحمة , وسمو , وعدل , وصدق فعال ,
ولكي تعرف حقيقة الحال في جهل الأجيال لهؤلاء الرجال: اسأل أبناءك عن أحدهم , وانظر حصيلته , ثم اسأله عن أحد اللاعبين , أو الممثلين , أو عن الأفلام , أو الأغاني , أو المباريات ستجد الفارق في الإجابة كبير؟!!.
ولقد سألت أحد طلاب الثانوية عن حفصة أم المؤمنين ؟ فقال : إنها ابنة أبي بكر الصديق !! وسألت آخر متى انتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى ؟ فلم يستطع الجواب.
ولو سألت أبنائك عن قصص الخيال : عن السوبرمان , والسبيدر مان , والوطواط , والميكي ماوس , ممن صنع منهم الإعلام الكرتوني عظماء , وملأ بهم , الأرض والفضاء , لوجدت ما يذهلك , ويحزنك في آن واحد !! سيجيبك عن كل هؤلاء , بالتفصيل للأحداث , والمغامرات , لقد تشبعت عقول أبنائنا بهذه الأساطير والخرافات , وأصبحت صورهم تعلق على الصدور , وفي الدور ,
ومن هنا لا ينبغي أن نستغرب كثيراً عندما نرى أبنائنا يظهر عليهم الإجرام , أو يتصفوا بالمياعة , والانحلال , أو يقصّوا شعورهم بالقصّات الأجنبية ؟ ويلبسوا السلاسل على الأعناق , ويعلقوا صور الكفار , والفجار في غرفهم ,
لأننا تخلينا عن دورنا الحقيقي , وتركنا لوسائل الشر تعمل فيهم عملها , لقد قصرنا في واجب التثقيف فلم نملأ عقولهم بالفضائل , وسيرة الفضلاء , وتركناهم في دوامة الشر والشقاء. وقد قال صلى الله عليه وسلم"كلكم راع , وكلكم مسؤول عن رعيته ". وقال أيضاًصلى الله عليه وسلم: "ما من راع يسترعيه الله رعية , يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرّم الله عليه الجنة".
منقولة من شبكةاخبارية عرعر للدكتور
إبراهيم حصيان العنزي
جامعة الحدود الشمالية
كلية التربية
|