منتديات السلاطين - العربية :
نفى الداعية السعودي الشيخ عادل الكلباني تراجعه عن فتواه بإباحة الغناء، ووصفه المشتغلين بالغناء فساقا، مكذبا تقارير صحفية نشرت يوم أمس الأربعاء في بيان نشر على موقعه الخميس 29-7-2010.
وكانت تقارير صحفية ذكرت عن الكلباني تراجعه جزئيا عن فتوى سابقة له أباح فيها الغناء, وأثارت جدلاً طويلاً، وذكرت أن تراجع الكلباني جاء بعد حوارات أجراها مع علماء وشخصيات مؤثرة في بلاده، توصل إلى قناعة بأن "الغناء" الذي أباحه بالكلية، منه ما يستوجب التحريم.
#واستنكر الكلباني في بيانه التعجل في النشر الإعلامي بحثا عن السبق الصحفي، موضحا أنه سيبقي على حقه كاملا في التظلم أمام وزارة الثقافة والإعلام السعودية لرفع هذا الضرر ومقاضاة من نشر خبر التراجع عنه لإحقاق الحق .
ودافع الكلباني في بيان أصدره في وقت سابق ونشره على موقعه الرسمي على الإنترنت عن فتواه التي أباح فيها الغناء، مؤكداً أن الغناء مباح بكل حالاته سواء كان بالموسيقى أو دونها، شريطة أن لا يصاحبه مجون أو سكر أو التلفظ بكلام ماجن.
وانتقد كل من اتهمه بالإتيان بشيء جديد، أو منتقداً إياه بشكل شخصي، مؤكداً على أنه لا نص صريح في الكتاب أو السنة ينص على تحريم الغناء، معتبراً أن هذا الأمر كان مثار خلاف كبير بين الفقهاء في مختلف العصور، قائلاً إن "وجود الخلاف يعني أنه لا يوجد نص صريح للتحريم".
وأضاف الكلباني أنه "ليس في شرع الله تعالى أن لا يستمتع الإنسان بالصوت الندي الحسن، بل جاء فيه ما يحث عليه ويشير إليه، كما في قوله صلى الله عليه وسلم : علمها بلالا ، فإنه أندى منك صوتاً. وإنما عاب الله تعالى نكارة صوت الحمير".
وكانت صحيفة الحياة في طبعتها السعودية نشرت عن الكلباني قوله أنه «بعد التأمل، والحوار مع أشخاص أعزُّهم وأجلُّهم كثيراً مثل وزير الشؤون الإسلامية، أصبحت مقتنعاً قناعة تامة بأن الغناء الذي رأيت إباحته لم يعد موجوداً، إلا في اليسير جداً، ولذلك فأنا أرى المشتغلين بالغناء فسقة، وأنصح كل من عافاه الله من السماع بألا يسمعَ الغناء، وإنني لا أجيز لأحد أن يسمع الغناء بناء على القول الذي قلته». وأضاف في سياق حديثه الذي قال إنه سيكون «الأخير» عن هذا الموضوع: «غالب الغناء اليوم وما يصاحبه، فجور وشناعة وفحش، وحتى المحافظ منه الذي يجد فيه بعض العلماء رخصة، أقل أحواله أنه من «اللغو» الذي جعل الله من صفات المؤمنين الإعراض عنه".
الأنصاري :الشيخ عادل الكلباني أجاز بنفسه الحوار :
أكد الصحافي في جريدة "الحياة" اللندنية مصطفى الأنصاري أن الداعية السعودي الشيخ عادل الكلباني أجاز بنفسه الحوار المكتوب الذي أجراه معه ونشرته الصحيفة اليوم الخميس 29-7-2010 وقدمت له أمس الأربعاء.
وقال إنه لم يعترض سوى على كلمة واحدة وإجابة سؤالين رأى تأجيلهما لحين صياغتهما من جديد، وأنه تم بالفعل حذف الكلمة وإجابة السؤالين من الحوار بعد أن تأخر الشيخ الكلباني في إرسال البديل، بالإضافة إلى تسرب تراجعه عن فتواه السابقة بخصوص إباحة الغناء إلى وسائل الإعلام.
وقال الصحافي الأنصاري تعقيبا على نفي الكلباني على موقعه الرسمي إجراءه الحوار الذي نشرته "الحياة" وتبرؤه من كل كلمة فيه: "فوجئت مثل الكثيرين بالبيان الذي نشره الشيخ عادل الكلباني، وتحدث فيه عن أن الحوار الذي نقله عنه كاتب السطور، ونشرته "الحياة" اليوم الخميس 29/7/2010، مختلق، ويتبرأ من كل ما ورد فيه، وهنالك ذكرني بوصفي حافظاً لكتاب الله أن السبق الصحافي يجب أن يكون متوازنا مع الخلق الكريم.
واستطرد: إنني إذ أشكر الشيخ على لطف عباراته، أستسمحه العذر في كشف أدلة، ليست هي كل ما في جعبتي حول فضيلته ومراجعاته وفتاواه، وحواري معه، وإنما تقتصر فقط على إثبات ما نفاه.
أولا: بعد أن تم إجراء الحوار مع فضيلة الشيخ، قمت بإرساله إليه مكتوباً، خوفاً من أن يقول هذه العبارة لم أقلها، أو تلك لست راضياً عنها، فوافق على الحوار كاملاً ما عدا إجابة "سؤالين" و "كلمة" أتمنى أن لا أحتاج للإفصاح عنها . وكانت موافقته بالنص الآتي: "السلام عليكم رددت لك الموضوع بعد قراءة على عجل، ولونت المعترض عليه بالأحمر، يحتاج إلى صياغة أخرى (يقصد إجابة السؤالين وكلمة واحدة وردت في الحوار، سأتأملها الليلة بإذن الله وأهاتفك أو أبعث لك بريدا".
ثانيا: كان الحوار بين يدي منذ يوم الأحد الماضي، الموافق لـ 25/7/2010، لكن لأنني أنتظر تعديل إجابة السؤالين الجوهريين، ولأن الشيخ ما زال في طور ترتيب لقاء تلفزيوني حول الموضوع نفسه، أجلت نشر الحوار، حتى تم تسريب اللقاء التلفزيوني من طرف مقربين من الشيخ، وعندها لم يكن بد من نشر الحوار، على أنني أخبرت الشيخ بذلك، فطلب التأجيل أكثر، وأنا أخبرته بأن ذلك غير ممكن. فكيف يطلب تأجيل حوار لم يتم؟!
ثالثا: نشرت "الحياة" يوم الأربعاء 28/7/2010 مضمون إجابة واحدة، وأعلنت أن الحوار سينشر غداً (الخميس)، فلم يحتج الشيخ على ذلك، لا في اتصال بالصحيفة، ولا على محررها، ولا بأي نص مكتوب منه، فلماذا تأخر نفيه 24 ساعة، أم أن الضغوط من الطرف الآخر عملت عملها، وأنا لست مهتما بالدوافع التي قد تكون دفعته إلى هذا النفي.
رابعاً: مشكلة الشيخ أنه يريد أن يحتفظ بأمرين يستحيل الجمع بينهما ( التراجع عن رأيه، والإبقاء عليه) في الوقت نفسه، وأما نفيه للحوار فأظنه "زلة جديدة" أو "لعبا بالنار"، الله أعلم من سيحترق بها.