أسبوع مضى على ولادة الطفلة (غادة) بشمال السعودية حيث ترقد بقسم العناية الفائقة بمستشفى الأمير عبدالعزيز بن مساعد بعرعر تمضي الأيام واليالي بقسوة وبطء على عائلتها وهم يشاهدون طفلتهم تصارع الموت مؤمنين بقضاء الله وقدره .
الطفلة غادة ولدت وهي تعاني من عيوب خلقية بالقلب تستدعي تدخلا عاجلا لايحتمل التأخير ولكن مستشفيات المناطق الشمالية بحسب ماذكره والدها لايتوفر فيها التدخل لإجراء القسطرة العادية فكيف بتدخل جراحي بالقلب .
ويروي والد الطفلة المواطن بندر العنزي معاناته لـ"إخبارية عرعر "فيقول:
أشعر بالأسى والحزن على الحالة التي وصلت لها طفلتي فأنا أحد منسوبي وزارة الصحة بالمنطقة الشمالية أشاهد ابنتي تصارع الموت وهي بأيامها الأولى والجميع يقف مكتوف الأيدي ولا حلول بأيديهم فجميع المسؤولين بالمنطقة حاولوا مساعدتي وأنا أعلم أن الحلول ليست بيد أحد منهم والحل يجب أن يأتي من العاصمة الرياض وعلى الرغم من كثرة البرقيات التي تم إرسالها لجميع المستشفيات الكبرى بالرياض لم يصلنا أي قبول لها فقبل يومين ذهبت للرياض بنفسي لكي أتابع التقارير فوزارة الصحة أعتذرت لنا عبر رد مستشفى مدينة الملك فهد الطبية التابعة لوزارة الصحة بعدم وجود طبيب لجراحة قلب الأطفال !! وفور قرائتي لردهم أدركت أن الموت قادم لطفلتي(غادة) خلال الأيام القادمة فأنا لست مشفق على طفلتي فحسب بل مشفق على وزارة الصحة التي تباهي بإنجازاتها وبمدينتها الطبية العملاقة ولايوجد بها طبيب لجراحة قلب الأطفال فأذا لم يكن ذلك التخصص موجود فيها هل سأجد هذا الجراح بمستشفى صغير بأطراف البلاد.
ويضيف الأب المكلوم إلى متى سنبقى نستجدي المسؤولين بوزارة الدفاع لقبول مرضانا في المستشفى العسكري وإلى متى سنستمر بإستجداء مسؤولي الحرس الوطني بقبول مرضانا بمستشفى الملك فهد بالحرس الوطني او عبرعطف المسئولين على مرضانا وقبولهم بمستشفى الملك فيصل التخصصي فهذه المستشفيات وضعت لخدمة مرضى تلك القطاعات .
ويتسائل النصيب الأكبر من ميزانية الدولة يذهب إلى وزارة الصحة ومع ذلك أغلب مرضانا يتم تحويلهم إلى مستشفيات تابعة لقطاعات أخرى لاتتبع للوزارة .
ويختم (بندر العنزي ) بالقول : انا نفذ صبري فإما ان تنقل طفلتي عاجلا الى مستشفى حكومي او خاص او السماح لي بنقلها لدولة الاردن الشقيقة وذلك على حسابي الخاص وانا اتحمل جميع مصاريف علاجها.
وختم العنزي حديثه وقال والله لن تمر هذه القصة وتلك الايام السوداء علي وعلى عائلتي مرور الكرام وساقف انا ووزارتي التي أعمل بها وجها لوجه عند ملك الإنسانية الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو من سياخذ بحقي وحق صغيرتي التي تصارع الموت في حين مسئولي الصحة يتسابقون لأخذ الصور التذكارية مع مرضى مملكة الإنسانية القادمين من الخارج.