السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..,,..,,..
ها قد أهلَّ علينا هلالُ شهر شعبان
، شهرُ النفحات الربانية والانطلاقات الإيمانية،
شهرٌ يفيض بالخيرات والبركات
، تتهيَّأ فيه النفسُ لاستقبال النفحات الكبرى لشهر رمضان، شهرٌ أحبَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفضَّله على غيره من الشهور
، شهر تُرفع فيه أعمالنا إلى الله ،
انه شهر شعبان المعظم . إنه شهر "شعبان" الذي يهل علينا بالخير والطاعات ,
شهر يستعد فيه الصالحون ويتسابقون فيه ,ويراجع فيه العاصون أنفسهم ,ليتوب الله عليهم .
شهر قال عنه رسول الله-صلى الله عليه وسلم- : ( ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يُرفعَ عملي وأنا صائم )
.. نعم لقد كان حبيبُنا- صلى الله عليه وسلم- يحرص أن يُرفَع عملُه وهو صائمٌ، وعملُه كله صالحٌ، فما بالُ أعمالِنا- والقليل منها هو الصالح- عندما تُرفَع إلى ربنا عز وجل.
. فكيف يكون حالنا؟!
وما بال من تهاون في أداء الصلاة في وقتها ، من هجر كتاب الله ، ومن ظلم جاره واعتدى على أخيه ، مَن يعصي ربه وما زال مُصِرًّا على المعصية وهو في المعصية يُرفَع عمله إلى مولاه!! أما يستحيي من خالقه عندما يُرفع عملُه في هذا الشهر ولا يتوب، ولا يفكر في عملٍ صالحٍ يصلح به ما أفسد طيلة دهره!!
إن النبي صلى الله عليه وسلم عندما أجاب أسامة عن سؤاله بقوله ذَلكَ شَهْرٌ يَغْفُل النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَال إِلى رَبِّ العَالمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عملي وَأَنَا صَائِمٌ )
كأنه أراد أن يقول لكل مسلم : يا مسلم لا ينبغي لك أن تغفل عن الله حين يغفل الناس ، بل لا بد أن تكون متيقظا لربك سبحانه وتعالى غير غافل . فأنت المحافظ على صلاتك حال تركهم لها ، وانت المقبل حال فرار الناس ، وأنت المتصدق حال بخلهم وحرصهم ، وأنت القائم حال نومهم ، وأنت الذاكر لله حال بعدهم وغفلتهم .
نبينا الكريم - صلى الله عليه وسلم- يريد من خلال كلامه أن ينبه الناس جميعا الى أهمية عِمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة ، وهذا ما كان يفعله سلفنا الصالح فلقد كانوا يستحبون إحياء ما بين العشائين بالصلاة، ويقولون: هي ساعة يغفل الناس عن طاعة الله .
بل إن النبي - صلى الله عليه وسلم- بين الثواب العظيم الذي جعله الله لمن يذكره في مواطن غفلة الناس ، ومن المواطن التي يغفل الناس فيها عن ذكر الله هو موطن السوق واسمع الى رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو يقول:"مَنْ دَخَلَ السُّوقَ فقالَ: لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيِي ويُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ على كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ: كَتبَ اللَّهُ لَهُ ألْفَ ألْفِ حَسَنَةٍ، وَمَحَا عَنْهُ ألْفَ ألْفِ سَيِّئْةٍ، وَرَفَعَ لَهُ ألْفَ ألْفِ دَرَجَة". (رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين ) وفي رواية : "وَبَنَى لَهُ بَيْتاً في الجَنَّةِ".
ولو نظرت الى واقع الصحابة والتابعين (رضي الله عنهم ) لرايتهم يستعدون لشعبان كما يستعدون لرمضان،
فعن لؤلؤة - مولاة عمار- قال: "كان عمار -رضي الله عنه- يتهيأ لصوم شعبان كما يتهيأ لصوم رمضان."
فتعال معي لنتعاهد على ان نعمر أوقات الغفلة بطاعة الله وبقدر استطاعتنا كما عمروها سفلنا الصالح (رضي الله عنهم) تعال لكي أذكرك بأعمال بسيطة غفل الناس عنها في هذه الأيام ، وحثك على تطبيقها في شعبان كي تسهل عليك في رمضان فما شهر شعبان الا دورة تأهيلية لرمضان
: العمل الأول :
مراجعة الإنسان نفسه ومحاسبته لها في أرجى أعماله التي يرجو بها موافاة ربه، وهذا واضح كون النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى أفضل الأعمال في شهر تُعرض فيه الأعمال، وهكذا كان السلف الصالح رحمهم الله، فقد كان إبراهيم النخعي يبكي امرأته يوم الخميس وتبكي إليه، ويقول: اليوم تُعرض أعمالنا على الله عز وجل، وكان الضحاك يبكي آخر النهار ويقول: لا أدري ما رُفع من عملي.
العمل الثاني :
هو الصيام هذا ما كان يفعله النبي (صلى اللّه عليه وسلم) في شهر شعبان ، ونحن لا نريد أن نقول لكم صوموا كل الشهر ولا نصفه ، ولكن صم الاثنين والخميس ، أو على الأقل صيام الأيام البيض .
العمل الثالث : المحافظة على الصلاة في المسجد وهذا العمل تهاون به الكثير من المسلمين في دنيا اليوم ، وليسمع كل من غفل وتهاون وفضل الصلاة في بيته عن المسجد ماذايقول ابن مسعود صاحب رسول الله (صلى اللّه عليه وسلم) : (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلاَءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ فَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ -صلى الله عليه وسلم- سُنَنَ الْهُدَى وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِى بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّى هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِى بَيْتِهِ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ إِلاَّ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً وَيَرْفَعُهُ بِهَا دَرَجَةً وَيَحُطُّ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلاَّ مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ في الصَّفِّ.
بل اسمع الى النبي (صلى اللّه عليه وسلم)
العمل الرابع :
قراءة القران لو نصف جزء يوميا.
العمل الخامس :
التعود على الكلمة الطيبة.
العمل السادس :
المحافظة على صلاة القيام والتهجد ولو ركعتين
. وختاما نقول : مضى رجب وما أحسنت فيه ……وهذا شهر شعبان المبارك فيا من ضيع الأوقات جهلا ……بحرمتها أفق واحذر بوارك فسوف تفارق اللذات قهرا……ويخلى الموت قهرا منك دارك تدارك ما استطعت من الخطايا ……بتوبة مخلص واجعل مدارك على طلب السلامة من جحيم ……فخير ذوي الجرائم من تدارك
فى أمآن الله