ســـؤال : لا يخفى على فضيلتكم ما للأناشيد الإسلامية من أثر في بعث الحماس والمعاني الإسلامية العالية في نفوس الشباب ، وقد لوحظ في هذه الأزمنة تساهل بعض منتجي الأناشيد الإسلامية حيث كثرت الملاحظات عليها ومنها:
1- وجود فتيات تنشد هذه الأناشيد وبعضها بالتعاون مع أحد الفنانين.
2- ألحان الشريط لأغان معروفة لدى محلات بيع الأغاني.
3- وجود الآهات وتمديد الصوت وترتيب الأصوات لتصبح كالموسيقى.
4- التوسع في استخدام الدف حتى لأناشيد الرجال.
5- وجود أشرطة المنشدات فيها نساء كبيرات (زعموا أنها مخصصة للأعراس).
6- تنعيم أصوات صغار السن لتصبح كالفتيات.
7- استخدام أساليب الصوفية في أناشيدهم ، كترديد لفظ: " الله الله ".
فما هو الضابط الشرعي في نظركم لجواز سماع الأناشيد الإسلامية؟
الجواب: ذكر العلماء أن الشعر كلام، حسنه حسن وقبيحه قبيح، ولهذا أكثر العلماء من نظم الشعر، حتى وصل بعض المنظومات إلى آلاف الأبيات على قافية واحدة، وضمنوا تلك القصائد أحكاماً وعقائد ومواعظ وإرشادات، وتواريخ وتراجم، وضمنها بعضهم سباباً وهجاءً وبدعاً ومحدثات، فمتى كان مضمون الشعر مباحاً أو مستحباً، وسجل في أشرطة بأصوات عادية، فإنه مباح، وقد يكون مستحباً لما يتضمنه من الفوائد التي نتائجها محمودة ومفيدة، أما إذا تضمن ذلك الشعر نصر الباطل، والدعوة إلى المنكرات، ومدح الكفار، وهجاء المؤمنين، فإنه حرام سماعه واقتناؤه، إلا إذا قصد الرد عليه، وهكذا لو كانت معانيه حسنة أو مباحة، ولكن إن تضمن إنشاده محظوراً كالتلحين والتطريب والتغنج وترقيق الأصوات وتسجيل أصوات النساء اللاتي يتشبهن بالمغنين والفنانين والفنانات، وتنعيم أصوات الصغار من الفتيان، واستخدام الدف بأصوات الرجال أو النساء، وتمديد الأصوات وترتيبها لتشبه الموسيقى، فنرى أنه لا يجوز سماع هذه الأناشيد لما فيها من الفتنة، وكونها داعية إلى اللهو واللعب وكونها تصد عن ذكر الله وعن العلم النافع والعمل الصالح، وكون الذين يستمعون إليها إنما يقصدون التلهي بسماعها، والتلذذ بتلك الأصوات، فتكون ملحقة بالأغاني المحرمة. والله أعلم.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
28/2/1424هـ