أي الساعات ستعيش.
ساعات...
اليوم كله ساعات...
الشهر ...ساعات...
السنة...ساعات...
العمر بأسره ساعات...
في بعض الساعات تتلاحق الدقائق كأطفال صغار...تلعب...تضحك...
تتلاحق كعشاق...كأحبة على الشاطئ يترامون بالرمال...
تتلاحق كفراشات تترنحن مع النسمات...وتستنشقن رحيق الزهر...
وفي البعض الآخر من الساعات تتجافا الدقائق...تبتعد ...وتتمنى أن لا
تلتقي حتى..
وعندما تلتقي سرعان ما تأفل...
وكأنها مرضى تسعى لتشفي ذاتها...
وكأتها دمعات ..من كل عين دمعة..ولا تلتقي الدمعتان إلا عند موتهما...
وكأنها شمعة ولهب...إحداها تحترق...والأخرى تذوب..إحداهما تتمتع
وتعيش والأخرى تزول...
وبين هذه الساعات وتلك يمضي...يمضي وهو يركض...يسير..أو حتى يزحف...
يمضي العمر بكل رفة جفن...وبكل بسمة...ومع كل دمعة...ومع كل نفس
يمضي...وينقص...
لم ولن يتوقف يوما...فهو لا يملك إشارات مرور...أو لافتات موت أو
تحذير...
فأي الساعات ستعيش...
إن عشت في ساعات الماضي ..ستموت كل يوم ...لأن الماضي فات...
وإن عشت لساعات اليوم...ياترى...هل ستتأقلم مع ساعات الغد..؟؟؟
وأن عشت لساعات الغد...أو عشت وأنت تنتظر الغد...أخشى أن ترحل قبل
رؤية الغد...
إذا أي الساعات ستعيش...
أنا عن نفسي سأعيش كل الساعات ...بل كل الهفوات...لأنه وفي كل هفوة
حياة كاملة...سأعيش اللحظات
بأملها ...بألمها...بسعادتها..وحزنها..
المهم أن لا أُهمش أو أُنفى...
...............