منح المنشق الصيني المعتقل لياو تشياوبو الجمعة جائزة نوبل للسلام، في خطوة ادانتها بكين لكنها تسلط الاضواء على وضع حقوق الانسان في الصين.
وسارعت بكين الى القول ان هذا الخيار مخالف لمبادئ جائزة نوبل التي "انتهكها واهانها".
من جانبها دعت فرنسا والمانيا وليو شيا، زوجة لياو تشياوبو، الى الافراج عن المنشق الذي يقضي حكما بالسجن 11 سنة بتهمة "المس بسلطة الدولة" بينما وجهت الحكومة النروجية تهانيها للفائز.
ورحب الزعيم الروحي للتيبيتيين الدالاي لاما الجمعة بمنح المنشق الصيني ليو (اكرر ليو) تشياوبو المعتقل جائزة نوبل للسلام داعيا الى الافراج الفوري عنه.
وقال الدالاي لاما الحائز جائزة نوبل سنة 1989 في بيان "ان مكافأة جائزة نوبل هي اعتراف من المجتمع الدولي بالاصوات المتعالية لدى الشعب الصيني لدفع الصين باتجاه اصلاحات سياسية وقضائية ودستورية".
من جهة اخرى هنا رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو الحائز على نوبل وراى في ذلك "رسالة قوية لكل الذين يناضلون، عبر العالم، من اجل الحرية وحقوق الانسان" لكنه لم يدع الى الافراج عن لياو تشياوبو.
في المقابل اعربت منظمة العفو الدولية في بيان عن الامل في ان يؤدي منح لياو تشياوبو جائزة نوبل الى "تشديد الضغط الدولي من اجل الافراج عنه والعديد من المعتقلين السياسيين" في الصين.
واعتبرت ان ذلك "يسلط الاضواء على انتهاكات حقوق الانسان في الصين".
واعرب شانغ باوجون محامي لياو تشياوبو عن امله في الافراج سريعا عن موكله معتبرا منح موكله جائزة نوبل "خبرا سارا جدا".
وقال "آمل ان يفرج عنه سريعا بفضل هذا القرار حتى وان كان من السابق اوانه التحدث عن ذلك" مضيفا "آمل ان تزيد الصين في الانفتاح اكثر وان ترفض القيود على حرية التعبير" موقعا "تحسنا كبيرا مقارنة بالوضع الحالي".
وبعد ان اشار الى ان الصين تحولت الى "ثاني اقتصاد عالمي" قال رئيس لجنة نوبل ثوربيورن ياغلاند ان "العظمة تقتضي مسؤوليات".
وقد حذر النظام الصيني لجنة نوبل من "خطوة غير ودية" من شانها ان تسيء الى العلاقات بين الصين والنروج.
وقد سبق واثار منح الدالاي لاما زعيم التيبتيين الروحي جائزة نوبل سنة 1989، غضب بكين.
وصدر حكم بالسجن 11 سنة بحق لياو تشياوبو (54 سنة) استاذ الادب والشخصية البارزة في حركة تيانانمان الديمقرايطة سنة 1989، يوم عيد الميلاد سنة 2009، بتهمة "المس بسلطة الدولة".
واتهم بانه من الموقعين ال300 على "ميثاق 08" الداعي الى صين ديمقراطية.
ويحذو هذا الميثاق حذو "ميثاق 77" الذي دعا الى ارساء الديمقراطية في تشيكسلوفاكيا الشيوعية ووقعه سنة 1977 مثقفون بمن فيهم فياتسلاف هافل. وقد دعا ذلك المنشق السابق الذي تحول الى رئيس تشيكيا، هذه السنة الى منح ليو تشاوبو جائزة نوبل.
واضاف ياغلاند ان "التعبئة من اجل احترام حقوق الانسان في الصين يقودها ايضا العديد من الصينيين في الصين وخارجها".
وتابع انه "من خلال الحكم الذي صدر بحقه تحول لياو الى الرمز الاساسي لتلك الجهود الواسعة من اجل حقوق الانسان في الصين".
ومنح لياو تشياوبو جائزة نوبل بعد سنتين من تنظيم الالعاب الاولمبية في بكين والتي قالت منظمات غير الحكومية انها لم تات بالتحسينات المرجوة في مجال حقوق الانسان.
كما منحت جائزة نوبل هذه السنة في حين تجري النروج والصين مفاوضات ثنائية بهدف التوصل الى اتفاق للتبادل الحر، تامل اوسلو انهاءها سريعا.
الصين تستدعي السفير النرويجي للاجتجاج
وقد اعلنت الحكومة النروجية ان وزارة الخارجية الصينية استدعت الجمعة السفير النروجي في بكين لابلاغه "استياءها" من منح جائزة نوبل للسلام الى المنشق الصيني ليو تشياوبو.
وقالت راغنهيلد ايمرسلاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية النروجية لوكالة فرانس برس ان "سفير النروج في بكين استدعي الى وزارة الخارجية الصينية حيث تم ابلاغه باستياء السلطات الصينية واحتجاجها".
وفي اوسلو طلب السفير الصيني موعدا للحضور الى وزارة الخارجية "من اجل ايصال الرسالة نفسها"، كما اضافت المتحدثة النروجية.
اوباما يرحب بمنح نوبل للسلام الى ليو تشياوبو ويطالب الصين باطلاق سراحه
ورحب الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة بمنح جائزة نوبل لليو تشياوبو ودعا بكين الى اطلاق سراحه، وذلك بعد عام من حصوله هو نفسه على هذه الجائزة العريقة.
وقال اوباما في بيان ان المثقف الصيني الذي حكم عليه في اواخر 2009 بالسجن 11 عاما لانه طالب بالديموقراطية في بلاده "ضحى بحريته من اجل قناعاته".
واضاف ان "لجنة نوبل بمنحها الجائزة لليو اختارت ناطقا مفوها وشجاعا باسم قضية الدفاع عن القيم العالمية بالوسائل السلمية وليس بالعنف، وخاصة الدفاع عن الديموقراطية وحقوق الانسان ودولة القانون".
واشار اوباما الى ان الصين حققت خلال ال30 عاما الماضية "تقدما كبيرا" على طريق الاصلاحات الاقتصادية واخرجت مئات الملايين من الاشخاص من الفقر. "لكن هذه الجائزة تذكرنا بانها لم تتبعها باصلاحات سياسية وبان الحقوق الاساسية لكل رجل وكل امراة وكل طفل يجب ان تحترم".واضاف "ندعو الحكومة الصينية الى اطلاق سراح ليو في اسرع وقت ممكن".
آشتون تتمنى ان يتسلم ليو تشياوبو "بنفسه" الجائزة
بدورها، هنأت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون المنشق الصيني ليو تشياوبو على فوزه بجائزة نوبل للسلام، معربة عن املها في ان تطلق الصين سراحه حتى يتمكن من تسلم جائزته "بنفسه".
وقالت آشتون في بيان "اود ان اهنئ ليو تشياوبو على فوزه بجائزة نوبل للسلام"، مشيرة الى ان "خيار لجنة نوبل يعكس الدور المهم" للمنشق الصيني في "السعي الى اصلاح سياسي ديموقراطي في الصين يقوم على القانون". واضافت "آمل ان يتمكن من ان يذهب ليتسلم بنفسه الجائزة".
من هو ليو تشياوبو؟
ليو تشياوبو الذي منح الجمعة جائزة نوبل للسلام 2010 مفكر صيني شهير، واحد قادة المعارضة الصينية وهو مسجون بسبب قناعاته الديموقراطية.
يبلغ تشياوبو 54 عاما واصبح رمزا لحركة تيان انمين الديموقراطية والعدو اللدود للنظام الشيوعي.
ويمتد نضاله على مدى عقود عدة تتخللها فترات اعتقال طويلة. ويظهر في الصور التي كان فيها خارج السجن - والخاضعة للرقابة - هزيلا ويضع نظارات باطار معدني وجبين عريض وشعر قصير.
وفي 1989 وبعد عودته من الولايات المتحدة حيث عمل مدرسا في جامعة كولومبيا في نيويورك شارك تشياوبو، المدرس السابق في جامعة بكين، والذي لطالما انتقد القيم التقليدية الصينية التي تدعو لاطاعة النظام، في الحركة الديموقراطية في ساحة تيان انمين التي اطلقها طلاب صينيون.
وفي مواجهة تصلب النظام، بدأ اضرابا عن الطعام في ساحة بكين الشهيرة مع المغني هو ديجيان ومفكرين اخرين هما جو دويو وغاو تشين.
وكتبوا في بيان شعبي "نحن نفضل عشرة شياطين يراقبون بعضهم البعض بدلا من ملاك يمتلك السلطة المطلقة"، موجهين انتقادات الى بعض الطلاب الذين نسوا المثل الديموقراطية في نضالهم.
وليل 3-4 حزيران/يونيو ومع تقدم الجيش لاخلاء الساحة، حاولوا اجراء وساطة للتمكن من المغادرة سلميا.
وبعد قمع الحركة تم توقيف تشياوبو حيث قضى عاما ونصف العام في السجن دون ان يصدر بحقه اي حكم.
وواجه تشياوبو مجددا مشاكل مع النظام وادخل معسكر اعادة تأهيل بين 1996 و1999 لمطالبته باصلاح سياسي وبالافراج عن الاشخاص الذين سجنوا لمشاركتهم في حركة حزيران/يونيو 1989.
وبعد طرده من التدريس في الجامعة، التحق تشياوبو بتجمع مستقل للكتاب في مركز "بين"، محافظا على صلة وثيقة مع عالم المفكرين. وعلى الرغم من منع نشر كتبه في الصين فقد تم توزيعها في هونغ كونغ ولا سيما كتابه "الجنة النبيلة للسلطة، جحيم للبسطاء".
وفي العيد الستين لاعلان ميثاق حقوق الانسان، شارك تشياوبو في وضع "ميثاق 2008"، الذي تدعو الى احترام حقوق الانسان وحرية التعبير واجراء انتخابات في "بلد حر، ديموقراطي ودستوري".
ونتيجة لذلك حكم عليه في عيد الميلاد في 25 كانون الاول/ديسمبر 2009 بالسجن 11 عاما بتهمة "تقويض سلطة الدولة".
وفي مقابلة نشرت في 2009 قال تشياوبو انه لا يزال يحافظ على الامل، وقال "الامر سيتقدم ببطء، الا ان المطالبة بالحرية - من قبل الاناس العاديين واعضاء الحزب - لن يكون من السهل احتواؤها".
وبحسب تشياوبو الذي لا ينكر حصول تقدم في المجتمع الصيني منذ 1989، فان الحزب الشيوعي سيضطر الى الانفتاح اكثر فاكثر تحت ضغط الشعب الذي سئم من الاكاذيب الرسمية. وهو (تشياوبو) لطالما رفض توقيع كتاباته باسم مستعار.
واطلق حوالى 120 جامعيا وكاتبا ومحاميا بغالبيتهم من الصينيين نداء عبر الانترنت لمنحه جائزة نوبل.
واعلنت بكين رسميا معارضتها لمنحه الجائزة مشددة على ان ليو تشياوبو المتزوج وليس لديه اولاد، "انتهك القوانين الصينية".
وتم اطلاق العريضة بعد نداء في هذا الاتجاه وجهه الرئيس التشيكي السابق فاكلاف هافل وقادة اخرون في "الثورة المخملية" في 1989.
وقد استلهمت شريعة 2008 شريعة "77"، وهي عبارة عن بيان موقع في 1977 من حوالى 240 مفكر بينهم هافل نفسه للمطالبة بالديموقراطية في تشيكوسلوفاكيا الشيوعية.
وفي السنوات الاخيرة لم تتوان الولايات المتحدة وكذلك الاتحاد الاوروبي عن المطالبة بالافراج عن ليو تشياوبو.
وفي ما يلي لائحة باسماء الفائزين في السنوات العشر الاخيرة بجائزة نوبل للسلام التي منحت اليوم الجمعة للمنشق الصيني لياو تشياوبو وذلك "لجهوده المستديمة وغير العنيفة في الدفاع عن حقوق الانسان في الصين".
- 2010: لياو تشياوبو (الصين)
- 2009: باراك اوباما (الولايات المتحدة)
- 2008: مارتي اهتيساري (فنلندا)
- 2007: آل غور (الولايات المتحدة) وهيئة التغيرات المناخية (الامم المتحدة)
- 2006: محمد يونس وبنك غرامين (بنغلادش)
- 2005: الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومحمد البرادعي (مصر)
- 2004: ونغاري ماتاي (كينيا)
- 2003: شيرين عبادي (ايران)
- 2002: جيمي كارتر (الولايات المتحدة)
- 2001: منظمة الامم المتحدة وامينها العام كوفي انان (غانا)