قالوا :
أن اللون الأسود هو خير جسد
يتقمص شخصية الحزن ..
مهلاً : أليس الأبيض تدريجاته تبدأ
من الأسود الغامق حتى الفاتح..!
قالوا :
أن الأبيض وَ الأسود لونان محايدان
إما حزنٌ يَمِسُّك أو موتٌ تِمسه..
فاختر الأقرب لراحتك إن كانت
هناك راحةً بدنيا خُلق الإنسان فيها
في كَبَّدٍ وَ شقاء ..
غنى يحتضر بجيوب أجسادٍ فقيرة:
عيونٌ تفتقر الرفاهية رغم جيوبها التي
تتقيأ الأموال من شدة التخمة ..
كان طالباً يافعاً كل يوم يرمي
جسده في سيارةٍ أبيه
رديئة المظهر والجوهر تنقله
إلى حيث يتمنى أن تكون بجيبه
(قبعة إخفاء) حتى لا تراه عيون
المتشمتون وتتناسل الوشاية ..
والسبب كما قال أبو صديقنا:
لاشيء يستحق الرفاهية
دعنا نُخزن الأموال حتى تبلغ
من العمر أرذله وتعمّر بها مباني
لك ولإخوانك .
تقشف ْيابُني حتى ترغد في حياتك غداً..
وما أدراه بأنه سيعيش لغداً..!
(مات الابن وبقي الأب يتمتم: ليته يعود ويأخذ كل النقود)
(حرمان يَلِّدُ من رحم الانشغال)
تطأطأ رأسها تحت طاولةٍ باسطةٍ
جناحيها ..
خشيةً من أن تتهافت عليها الأسئلة:
نحن سافرنا , تنزهنا , ترفهنا بكل بقعةٍ
تسرُّ الناظرين وأنتِ؟
وتصعق خجلها حين تجيب:
لا يوجد لدي ما أحدثكن به يا صديقاتي
قضيت العطل في سباتٍ عميق فالكل
مشغول .
أتصدقون ..! ,
حتى أنا مشغولةٌ بتنسيق ورودي
أخشى أن تذبل ونحن في فصل الصيف..
(ليت أباها يعّقل أنها وردةٌ تحتضر في فصول الربيع)
(غيومٌ مكدَّسةٌ بالسواد لتكون غمام (
يقض مضجعه هو وأخته كل يوم صراخ
أبيه الفاضل وأمه المغلوب على أمرها :
أنتِ وَ أنتِ وَ وأنتِ , وسلسلةٌ من الشتائم..
ويذهب ليمارس عربدة رجولته المبتذلة
التي ينمقها أمام من هم أطول لحيةٍ منه
وتأتي أمه العجوز الشمطاء لتكمل
ماتوقف عنده من شتائم :
أرئيتِ يا زوجة ابني المُدَّلْل سأقيم
الدنيا وأقعدها على رأسك حتى
لايعشقك ابني أكثر مني ..
ويدس الطفل وأخته رأسهما بحجر
أمهما يرتعدون : أمي لا تموتِ ..
)وتلومون المصحات النفسية حين تكتظ..!(
حكاياتٌ سوداء لا ترى النور:
من كبائر الظلام أنه يلد من رحم النور
ولا يرى نور , يشبه بمأسأتهِ كل ما
تذعفه البحار من زمردات محطمه
وكما ترمي به الخمائل من ورودة مهشمه
ليتهم يعلمون:
أن خلف كل رقاب تتدلى من حبل المشنقة
يدٌ تحرض بشكلٍ خفي كفوفهم لحمل
السكين ..
لاتلوموا الليل إن كان أسود فأمه الشمس
بعيده وأباه الصباح مشغولٌ بجمع السنابل
من أفواه الحقول ..
أليس هذا بمعقول ..؟