أشكر الأخت على غيرتها , وحرصها على طرح مثل هذه الموضوعات العقائدية الهامة التي غفل عنها كثير من المسلمين , أو فهموها خطأ مع تغير الزمان وكثرة الاحتكاك ,
وكما يقال : (كثرة المساس تبلد الإحساس).
أيها الإخوة : تأملوا الآيات الكريمة التالية :
(وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) (المائدة: 56)
(لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ...) (المجادلة:22)
(( كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلّاً وَلا ذِمَّةً)) (التوبة: من الآية8)
الآيات الكريمة تبين عقيدة الولاء والبراء :
الولاء :
الولاء لأهل عقيدة التوحيد والإخلاص لهم , ومحبتهم وإن تباعدت أنسابهم , وأوطانهم , وأزمانهم , يقتدي آخرهم بأولهم , ويدعو بعضهم لبعض ,
والبراء
البراء : من أهل الشرك وأعداء التوحيد , ولو كانوا آباء أو أبناء أو إخوان أو عشيرة , وقد جهل كثير من الناس هذا الأصل العظيم , حتى إن بعض المنتسبين إلى العلم والدعوة في إذاعة عربية يقول عن النصارى : إنهم إخواننا !!! , ويالها من كلمة خطيرة.
ولموالاة الكفار مظاهر :
منها : التشبه بهم في الملبس والسمت والأخلاق ,
ومنها : الإقامة في بلادهم دون سبب شرعي مقبول ,
ومنها : السفر لبلادهم لغير ضرورة ,
ومنها : إعانتهم ومناصرتهم على المسلمين ومدحهم والذب عنهم ,
ومنها الاستعانة بهم والثقة بهم وتوليتهم المناصب التي فيها أسرار المسلمين , واتخاذهم بطانة ومستشارين ,
ومنها : التأريخ بتأريخهم والذي يعبر عن طقوسهم , وأعيادهم .
ومنها : مشاركتهم في أعيادهم أو مساعدتهم في إقامتها أو تهنئتهم بمناسبتها , ,
ومنها : مدحهم والإشادة بما هم عليه من المدنية والحضارة , والإعجاب بأخلاقهم ومهارتهم , دون نظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه) وليس معنى ذلك أن المسلمين لا يأخذون بأسباب القوة من تعلم الصناعات والأساليب العسكرية ..إلخ. وهذه المنافع هي في الأصل للمسلمين فالواجب أن يكونوا سباقين ولا يستجدون الكفار في الحصول عليها ليبادروا كما بادر أسلافهم (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق)
ومنها : التسمي بأسمائهم , (وتعليق صورهم على الصدور , أو في الغرف أو جعلها توقيع أو صور رمزية !! ) ,
ومنها : الاستغفار لهم والترحم عليهم .
تنبيه :
أما قول الله تعالى : (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين , ولم يخرجوكم من ديارهم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين).
معناه : أن من كف أذاه من الكفار فلم يقاتل المسلمين ولم يخرجهم من ديارهم فإن المسلمين يقابلون ذلك بمكافأته بالإحسان والعدل معه في التعامل الدنيوي ولا يحبونه بقلوبهم , فالصلة والمكافأة الدنيوية شيء والمودة شيء آخر ,
وكذلك تحريم موالاة الكفار لا تعني تحريم التعامل معهم بالتجارة المباحة واستيراد البضائع والمصنوعات , وهذه معاملة بالثمن وليس لهم فيه منة
ختاما أشكر الأخت الكريمة على إفادتها وغيرتها على دينها وبارك الله فيها .
رجعت في هذا الموضوع :
لكتاب الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد للعلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله.