سهام لصيد القلوب
هذه سهام لصيد القلوب، لها أثر سريع وفعّال على القلوب، فإليك أيها المحب سهاماً سريعة ما أن تطلقها حتى تملك بها القلوب فاحرص عليها، وجاهد نفسك على حسن التسديد للوصول للهدف واستعن بالله.
• السهم الأول: الابتسامة :
وهي أسرع سهم تملك به القلوب قالوا : هي كالملح في الطعام. (فتبسمك في وجه أخيك صدقة).
• السهم الثاني : البدء بالسلام :
سهم يصيب سويداء القلب , ليقع فريسة بين يديك , لكن أحسن التسديد ببسط الوجه , والبشاشة، وحرارة اللقاء وشد الكف على الكف،قال عمر الندي (خرجت مع ابن عمر فما لقي صغيراً ولا كبيراً إلا سلم عليه)،
• السهم الثالث : الهدية :
ولها تأثير عجيب فهي تذهب بالسمع والبصر والقلب, وفي الحديث (تهادوا تحابوا).
• السهم الرابع : الصمت وقلة الكلام إلا فيما ينفع :
عليك بطيب الكلام, ورقة العبارة (فالكلمة الطيبة صدقة) كما في الصحيحين، ولها تأثير عجيب في كسب القلوب , والتأثير عليها حتى مع الأعداء (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا , أو ليصمت).
قد يخزنُ الورعُ التقي لسانه …… حذر الكلام وإنه لمفوه
• السهم الخامس : حسن الاستماع وأدب الإنصات :
وعدم مقاطعة المتحدث فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقطع الحديث حتى يكون المتكلم هو الذي يقطعه، واسمع لهذا الخلق العجيب عن عطاء قال : ( إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأني لم أسمعه وقد سمعته قبل أن يولد).
• السهم السادس : حسن السمت والمظهر:
جمال الشكل واللباس وطيب الرائحة، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( إن الله جميل يحب الجمال) كما في مسلم. وعمر ابن الخطاب يقول ( إنه ليعجبني الشاب الناسك نظيف الثوب طيب الريح )،
• السهم السابع : بذل المعروف وقضاء الحوائج :
سهم تملك به القلوب , بل تملك به محبة الله عز وجل كما قال صلى الله عليه وسلم : (أحبُ الناس إلى الله أنفعهم للناس ).
وله تأثير عجيب , عجباً لمن يشتري المماليك بماله كيف لا يشتري الأحرار بمعروفه.
يقول الشاعر:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم … فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ
• السهم الثامن : بذل المال :
فإن لكل قلب مفتاح، والمال مفتاح لكثير من القلوب خاصة في مثل هذا الزمان، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلى منه خشية أن يكبه الله في النار ) كما في البخاري.
فلماذا هذا الشح والبخل؟ ولماذا هذا الإمساك العجيب عند البعض من الناس؟ حتى كأنه يرى الفقر بين عينيه كلما هم بالجود والكرم والإنفاق.
• السهم التاسع : إحسان الظن بالآخرين والاعتذار لهم :
أحسن الظن بمن حولك وإياك وسوء الظن بهم وأن تجعل عينيك مرصداً لحركاتهم وسكناتهم، فتحلل بعقلك التصرفات ويذهب بك كل مذهب، واسمع لقول المتنبي:
إذا ساء فعل المرءِ ساءت ظنونه …… وصدق ما يعتاده من توهم
• السهم العاشر : أعلن المحبة والمودة للآخرين :
فإذا أحببت أحداً أو كانت له منزلة خاصة في نفسك فأخبره بذلك فإنه سهم يصيب القلب ويأسر النفس , ولذلك قال صلى الله عليه وسلم (إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه) كما في صحيح الجامع،
• السهم الحادي عشر: المداراة :
المداراة لين الكلام والبشاشة للفساق وأهل الفحش والبذاءة، أولاً اتقاء لفحشهم، وثانيا لعل في مداراتهم كسباً لهدايتهم بشرط عدم المجاملة في الدين، وإنما في أمور الدنيا فقط، وإلا انتقلت من المداراة إلى المداهنة فهل تحسن فن المداراة بعد ذلك؟ كالتلطف والاعتذار والبشاشة والثناء على الرجل بما هو فيه لمصلحة شرعية.
فهل تحسن فن المداراة؟
روى البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ( أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما راءه قال بئس أخو العشيرة، فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرجل، قالت له عائشة يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت كذا وكذا، ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، يا عائشة متى عهدتني فاحشاً؟ إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس لقاء فحشه) قال ابن حجر في الفتح (وهذا الحديث أصل في المداراة).
فما عليك إلا أن تأخذ السهم , وتسحب الوتر ثم تطلقه على الفريسة , فسترى الصيد الوفير , والربح الكثير بإذن الله .
(منقول بتصرف كبير)