قَالَتْ وَالشَّوْقُ يَمْلأُ عَيْنَيْهَا هَلْ أَجِدُنِي بِدَاخِلِكَ .!؟
فَقُلْتُ ثُمَّ أَيْ
فَقَالَتْ بِِحَجْمِ مَاذَا / مَنْ / وَهَلْ أَمْلَؤُكَ .!؟
قُلْتُ وَإِنْ مُتُّ . !
فَلَمَعَ فِي تِلْكَ الْمُقْلَتَيْنِ
بَرْقٌ يُنْبِؤُ عَنْ هُطُولِ دَمْعٍ غَزِيرٍ
فَصَمْتٌ وَتَسَاقُطُ دَمَعَاتٍ
وَحَشْرَجَةٌ تَبِعَتْهَا تَنَهُّدَاتٍ
قَالَتْ لَنْ تَمُوتْ
فَقُلْتُ أَ إِعْتِرَاضُ الأَقْدَارِ .؟!
فَنَفَتْ مَاكَانَ بِالإِسْتِغْفَارِ
وَعَطَفَتْ إِنَّهُمْ مَن وُجِدُوا بِدَاخِلِنَا أَحْيَاءً لَنْ يَمُوْتُوا بِِمَوْتِهِمُ
أَنْفَاسٌ دَافِئَةٌ تِلْكَ الَّتِي حَمَلَتْ هَذَا الإِعْتِرَافَ
أَ حَقًّا تَعِيشِينَنِي حَيَاةً .. أَ أَبْقَى بَعْدَ مَوْتِي
بِدَاخِلكِ رُغْمَ الوَفَاةِ .!
نَعَمْـ سَتَبْقَى لـِـ ي رُوْحاً تُسَاعِدُنِي عَلَى الْبَقَاءِ
سَتَبْقَى لـِـ ي طَيْفاً أُنَاجِيهِ صَبَاحاً / مَسَاءً
سَتَبْقَى سَيْداً / أَمِيْراً لِمَشَاعِرٍ مَا كَانَتْ يَوْماً لِلْمُسَاوَمَةِ
سَتَبْقَى لِــي رُغْمَ تَهَشُّمِ الأَحْلامِ وَتَمزُّقِ
الأَحَاسِيسِ
قُوَّةٌ أُجابِهُ بِها غُربَةَ الوِجْدَانِ
إِلَى أَنْ ألقَاكَ فِي ذَاتِ مَدْفَنِكَ
سَأَتَحمَّلُ خُطُوبَ الدَّهْرِ
وَنَوَائِبَ الحِرْمِانِ
يــَـا أَنْتَ وَتَقُولُ تَمُوتْ ..!
أَيُّ مَوْتٍ تَتَحَّدثُ بِهِ
بَعْدَمَا جَعَلْتَ مِنِّي جَارِيَةً إِمْتَلَكْتَ مَشَاعِرهَـا
تـَـاللهِ لَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِمَوْتِي
وَلَنْ تُدفَنَ إِلاَّ بِتَابُوتِ صَدْرِي
حَتَّى وَإِنْ حَمَلُوكَ إِلَى المَقَابِرِ
وَألقُوا بِجُثَّتِكَ بَيْنَ النَّصَائِبِ
أَعِدُكَ لَنْ أَبْكِيْكَ .. أَ أَ بْكِي حَيًّا بِدَاخِلِي ..!
سَأَصْمُدُ بِفَاجِعَةِ رَحِيلُكَ
لَكِنْ تَأَكَّدْ أَنْ وَقْتَ صُمُودِي لَنْ يَطُولَ
لأَنَّ خَنْجَراً حِينَها سَيَرْتَكِزُ بَيْنَ الحَنَايَّا
وَسَيُوسِعُ الرُّوْحَ تَمَزُّقاً
وَسَأَلْقَانِي بِكَ هُنـَـاكَ
وَتَقُولُ تَمُوتْ بَلـْــ أَنَا مَنْ تَمُوت ..!
.
.
وطن
2008