قد كان المسلمون قوة عظمى في العصور الإسلامية الآولى,حين وثقوا صلتهم بربهم,فأقاموا خلافة واحدة تحكم معظم أرجاء العالم المعروف أنذاك,نظامها ودستورها القرآن الكريم.
كما أن الحضارة الإسلامية استطاعت الأخذ من الحضارات الآخرى ما يفيد أي انها أخذت السمين,أما الغث والهزيل فلم يؤثر فيها لقوة المسلمين أنذاك ومتانة نظمهم.
ومن ينظر لحالنا اليوم ويقرأ عن تاريخ سابقينا سيقول شتان بينهما,فالمسلمون اليوم في ضعف وذل وانحلال وتفرق.
والأسباب كثيرة منها الداخلي وهو ما سنهتم به هنا,وهناك أسباب خارجية تعتبر ثانوية سنهمل ذكرها.
1-عدم تطبيق قوله تعالى(يا أيها الذين أمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)محمد7.
والنصر هنا مشروط بنصرة الله أي الالتزام بما أمر واجتناب ما نهى عنه.
فالمسلمون الأولون نصروا الله,فحق على الله نصرتهم,أما الأن فقد ابتعدنا عن تعاليم ديننا,فأصبح مقياس القوة دنيوياً أي بالعدد والعدة وأعدائنا يفوقوننا بهما.
2-الخلافات السياسية بين المسلمين على الخلافة مثل الخلاف الذي وقع بين المسلمين بعد استشهاد عثمان بن عفان رضي الله عنه.
والخلاف بين الأمين والمأمون أبني هارون الرشيد.
(وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين)الانفال46
وهذا السبب أدى لظهور السبب الثالث.
3-الخلافات الدينية والمذهبية والجدل المنهي عنه
ظهور المذاهب الهدامه وأغلبها لها رأي مختلف حول الخلافة(الشيعه ولها عدة اقسام-الخوارج-الزنج....).
قال صلى الله عليه وسلم(ما ضل قوم بعد هدي كانوا عليه إلا أوتوا الجدل) سنن الترمذي 5-378حديث3253سنن احمد حديث 22258.
4-الانغماس في ألوان من الترف والنعيم والإقبال على المتعة والشهوات.
(وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا)الإسراء16
5-تأثر المسلمين بأخلاق خصومهم والاندفاع في تقليدهم فيما يضر ولا ينفع مع النهي الشديد عن التشبه بهم.(يا أيها الذين أمنوا ان تطيعوا الذين كفروا يردوكم على اعقابكم فتنقلبوا خاسرين)ال عمران149
6-الغرور بسلطانهم والانخداع بقوتهم وإهمال النظر في التطور الاجتماعي للأمم الآخرى حتى سبقتهم في الاستعداد,وقد أمرهم دينهم باليقظة وحذرهم من الغفلة.(ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوبا لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم أذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون)الاعراف179
7-الإهمال في طلب العلم وخصوصاً التخصصات العلمية.مما لا شك فيه أن للعلم مكانة عالية في ديننا الإسلامي والدليل على ذلك أن أول كلمة نزلت من القرآن هي (اقرأ)