يترقب الملايين من عشاق كرة القدم قرعة بطولة كأس العالم "مونديال 2010"، والتي ستجري في مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا مساء الجمعة، بحضور عدد كبير من المسؤولين السياسيين ونجوم الرياضة والفن، إضافة إلى مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، وممثلي المنتخبات المشاركة في العرس الكروي العالمي، والتي يصل عددها إلى 32 منتخباً.
ومن المتوقع أن يبدأ حفل سحب القرعة، الذي يستمر لنحو 90 دقيقة، وسيتم بثه مباشرة على شاشات التلفزيون إلى نحو 200 مليون مشاهد، في أكثر من 20 دولة، بكلمة للرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما، ورئيس الفيفا جوزيف سيب بلاتر، فيما سيوجه الرئيس الأسبق لجنوب أفريقيا الحائز على جائزة "نوبل" للسلام، نيلسون مانديلا، وأحد مهندسي استضافة أول بطولة كأس عالم بأفريقيا، كلمة عبر الفيديو.
وتضم قائمة المدعوين لحضور حفل القرعة كل من رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "الكاف" ورئيس اللجنة المنظمة للبطولة، عيسى حياتو، وآخر رئيس أبيض لجنوب أفريقيا فريدريك دي كليرك، والأسقف ديزموند توتو، و"القيصر" الألماني فرانز بكنباور، ورئيس الاتحاد الأوروبي للكرة "اليوفا" ميشيل بلاتيني.
ونقل موقع الفيفا عن الأمين العام للاتحاد الدولي، جيروم فالكه، الذي من المقرر أن يقدم حفل سحب القرعة، وصفه بأنه "حدث في غاية الأهمية لكرة القدم ولأفريقيا، حيث ستتم عملية سحب القرعة في كيب تاون، وستشهد النهائيات مشاركة ستة منتخبات أفريقية للمرة الأولى، نتوقع متابعة قياسية حول العالم، حيث آمل أن يتسمر الجميع أمام الشاشة الصغيرة طوال فترة الحفل."
ومن المتوقع أن تكون الممثلة الجنوب أفريقية الشهيرة، شارليز ثيرون، الفائزة بجائزة "الأوسكار"، ضيفة ومساعدة مقدم حفل سحب القرعة، وسينضم إليهما على خشبة المسرح كوكبة من نجوم الرياضة من بينهم الإنجليزي ديفيد بيكام، أحد اللاعبين القلائل الذين سجلوا في ثلاث نهائيات متتالية بكأس العالم.
وبحسب اللجنة المنظمة، فقد استغرق التحضير لحفل القرعة حوالي سنة، مشيرة إلى الحفل يتضمن سابقة في العالم، حيث سيتم عرض يدوي ثلاثي الأبعاد لتحريك التعويذة الرسمية للبطولة، والتي يُطلق عليها اسم "زاكومي"، مما يسمح للأخير بالتواصل مباشرة مع مقدم الحفل.
وسيتم توزيع المنتخبات المشاركة على مختلف المستويات حسب التصنيف العالمي لشهر أكتوبر/ تشرين الأول 2009، وهو ما يعني أن منتخبات البرازيل، وأسبانيا، وهولندا، وإيطاليا، وألمانيا، والأرجنتين، وإنجلترا سيتم تصنيفها في المستوى الأول، ليتم وضع كل منها على رأس إحدى المجموعات الثمانية، إلى جانب جنوب أفريقيا الدولة المضيفة.
كما اعتمدت اللجنة المنظمة توزيع سائر المنتخبات على المستويات الأخرى بالشكل التالي:
- المستوى الثاني يضم منتخبات آسيا (أستراليا، واليابان، وكوريا الشمالية، وكوريا الجنوبية)، ومنتخبات شمال ووسط أمريكا والبحر الكاريبي (هندوراس، والمكسيك، والولايات المتحدة الأمريكية)، وأوقيانوسيا (نيوزيلندا).
- المستوى الثالث ويضم من منتخبات أفريقيا (الجزائر، والكاميرون، وكوت ديفوار، وغانا، ونيجيريا)، ومنتخبات أمريكا الجنوبية (تشيلي، وباراغواي، وأوروغواي).
- المستوى الرابع ويضم باقي المنتخبات الأوروبية (الدنمارك، وفرنسا، واليونان، والبرتغال، وصربيا، وسلوفاكيا، وسلوفينيا، وسويسرا).
كما سيتم أيضا مراعاة العامل الجغرافي، مما يعني عدم وجود مجموعة تضم منتخبين من القارة ذاتها، باستثناء المنتخبات الأوروبية، حيث يمكن وقوع منتخبين كحد أقصى في مجموعة واحدة.
وبالنسبة لمنتخب الجزائر، ممثل العرب الوحيد بمونديال "جنوب أفريقيا 2010"، فقد أعرب مديره الفني رابح سعدان، في تصريحات لـCNN بالعربية، عن أمله في أن تجنب القرعة "الخُضر" مواجهة منتخبي البرازيل وإسبانيا، معتبراً أنهما "يضمان العديد من اللاعبين الذين يمتلكون مهارات فردية، ولديهم حس هجومي قوي، خاصة نجوم السامبا.
أما عن المنتخب الذي يأمل سعدان في أن تضعه القرعة معه، فقال: "من المنتخبات التي تعرف بقوتها، وتبدوا لنا أن لقائنا أمامهم سيكون قوي وممتع، هو من دون شك المنتخب الفرنسي، لأننا نرى فيه أنه لقاء يتميز بالحماس والإثارة من الجانبين، ويساعد كل منتخب على تقديم أروع أداء له في البطولة."
كما دعا المدير الفني للمنتخب الجزائري من كل العرب أن يقفوا إلى جانب الجزائر، لأنها كما قال "لن تذهب إلى جنوب أفريقيا للمشاركة فقط، بل ستذهب لتنافس وتدافع عن العرب، وتشرف البلدان العربية"، بحسب قوله.