ما أقساه شعور الهزيمة . .
وما أوجعه من ألم يسري في القلب . .
يحيل ليلك الصافي إلى زوابع لا تهدأ . .
والحزن يفتت صخرة قوتك وشجاعتك ويقضي على شعورك الآمن المطمئن . .
وما أمره حين نتجرعه في لحظة لم تكن ضمن أجندة أحاسيسنا ,..
فهنا صديق يغادر مقعده في القلب تاركا مكانه خاليا تنهشه رياح الوحدة . .
وهنا رحيل عزيز في طائرة المغادرون بلا عودة لحياتك فلا تستطيع اللحاق به
أو ادراك طائرته لوداعه . .
ولكن حين نوقظ في الروح شمس الحق . .
لتذيب جليد الهم عن القلب . .
وتغازل بخيط شعاعها خطواتنا على سهول الحياة الوارفة الممتدة أمامنا لنجعل من
آية الحياة والموت شعار لنا ولدنيانا . .
فنفتح حقائبنا في هدوء لنخرج أوراقنا المتراكمة على أمل الإنجاز. .
نصافح يد العزيمة والتوكل . .
قد نتوقف عند منعطفات كثيرة في الحياة , ,
قد تعيقنا جبال الوقت وعواصف الزمن العاتية قليلا . .
قد لا تستقبلنا موانئ القلوب التي نحب فنظل ننتظرهم عند بوابة مشاعرنا الصادقة . .
قد تتعثر محاولاتنا للوقوف من جديد كطفل يحاول ويتعلم الوقوف والمشي حتى يستطيع . .
قد تتسرب من بين ذاكرتنا بعض أحلامنا الصغيرة التي خبأناها بعيدا عن يد العابثين . .
فنجدها بعد حين في صندوق الماضي يلعب بها الصغار ويسخرون منها . .
لكننا وسط هذه الأمواج كلها نركب قارب اليقين بالله . .
مجدافنا الإيمان بما عند الله خير وأبقى . .
أشرعتنا الصبر والصلاة نضعها في وجه رياح الزمان المتقلب . .
نقف كسنابل خير في مزارع العمل والجد والكفاح . .
نضع بذور الحق في أرض العقول . . لتعطي ثمارها ولو بعد حين . .
ننادي بصيحة حق في ساحات العلم . .
نضيئ الدروب المظلمة بنوره , ,
نزيل من على القلوب الطاهرة درن التكاسل والتخاذل والنكوص . .
لأننا سنبقى وأبدا جزء من خير أمة أخرجها الله للناس تحمل مشاعل الأمر بالمعروف . .
والنهي عن المنكر فهل نحن عائدون ولربنا حامدون ولنعمائه شاكرون . .
ولرايات الحق حاملون . .