التسامي ظاهرة طبيعية تتحول فيها المادة من الحالة الجامدة إلى الحالة الغازية بدون أن تمر بالحالة السائلة وفق ظروف محددة , وهذا مثال طبيعي مذهل على سرعة التحول والتغير التي أودعها الخالق سبحانه في مكنونات المادة .
ما ذكرني بهذة الظاهرة الطبيعية المذهلة تحول أعضاء المجلس البلدي من حالة النشاط والبرامج الانتخابية المصحوبة بالوعود الحالمة إلى حالة الخمول والانكماش .
وكلنا نعرف المثل الشعبي (الرجل يمسك من لسانه) بمعنى أن الرجل الذي يحترم نفسه ويحترم الأخرين يلتزم بما يعطيه لهم من وعود , وإذا لم يفعل فهو بين أمرين :
الأول: أن تكون تحديات الواقع فاقت قدرته وطاقته وحينها عليه أن يوضح ذلك لمن قطع وعوده لهم ليستبرء لذمته .
الثاني :أن يكون غير مؤهل من الأساس وكل وعوده وهمية وخادعة للوصول فقط لما يريد ثم تتبخر تلك الوعود كظاهرة التسامي .
نقطة هامة جدا قد يغفل عنها بعض المرشحين لأي منصب أو عضوية ما وهي
أن الترشح لأي منصب هو أولا أمانة وأي خلل عمدا أو تكاسلا في الأداء قد يفضي إلى خيانة الأمانة , التي يعلم كل مسلم مكانتها في شرعنا الحنيف .
حتى المكافآت المالية قد تعد من الكسب الحرام إذا لم يعمل عضو المجلس البلدي على الوفاء بوعوده التي اوصلته إلى عضوية المجلس البلدي .
ونحن عندما نقسوا على أعضاء المجلس الموقرين فمن باب إنقاذهم أولا من خيانة الأمانة التي قد يقع فيها بعضهم تكاسلا أو تناسيا أو عمدا .
عموما حتى لا نطيل الحديث أبعث لأعضاء المجلس البلدي بعدة مشاكل قد توقظهم من النوم وليسامحوني إذا كنت ازعجتهم :
1- تأخر توزيع مخططات الأراضي في عرعر مما سبب الارتفاع الجنوني لأسعارها والضرر الفادح بالمواطنين.
2- ترك المخططات الجديدة بدون تجهيز بنيتها التحتية مما يكلف المواطن الكثير من الخسائر ويؤخر بدء البناء بها.
3- تأخر تنفيذ مشاريع الطرق وخصوصا الجسر الذي يقع بين حي الريان وحي الناصرية والمعروف شعيبا بجسر البسفور .
4- مشكلة الصناعية الجديدة والخسائر الفادحة التي تعرض لها المواطنين جراء إلزامهم بالبناء ورفع الايجارات عليهم .
5- مشاريع المياه في حي المنصورية والصالحية التي لم تصب قطرة ماء رغم جاهزيتها .
6- الانتشار السرطاني للمطبات وإغلاق تقاطعات حيوية .
7- تركيز الخدمات البلدية في الجزء الجنوبي من المدينة حيث يمر طريق الشمال الدولي وإهمال الخدمات في الأحياء الشمالية .
8- مستوى النظافة السيء في أغلب الأحياء .
9- مخططات الاستراحات الجديدة وطريقة توزيعها .
10- غياب الأماكن الترفيهية والمسطحات الخضراء في الأحياء الشمالية للمدينة .
لقد كان الجميع يأمل أن يأتي المجلس البلدي الجديد بأفكار ورؤى خلاقة لتطوير المنطقة , كما في برامجهم , ولكن يظهر أن مستوى الأمنيات قد انخفض كثيرا , فاصبحنا نرى ىأن معالجة المشاكل الموجودة يمثل إنجازا في حد ذاته , وأخشى أن ينخفض مستوى أمنياتنا حتى يتساوى مع خندق ماريانا .
أمنية بسيطة (هي حق لنا وأصبحت أمنية في عالمنا اليوم)
أن يتعامل المجلس البلدي مع مشاكل المواطنين بشفافية كاملة وحقيقية ويتم اصدار بيان عن جهود المجلس في حل المشاكل التي ذكرناها هنا .
نايف العميم .
(منقول من إخبارية عرعر)