قدم أبوفايز نموذجا مشرقا , وتجربة مليئة بالطموح والمعاناة والصبر , خاض معترك الحياة في فترة مبكرة , وواجه المتاعب منذ نعومة أظفارة , وعانى من ألم اليتم وقلة ذات اليد , فأعطته الحياة دروس في الصبر والتحمل والمواجهة , ولم ييأس من سوء الحال , ووعورة الطريق , وعلم أن من توكل على الله فهو حسبه , ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ,
ومن يتهيب صعود الجبال ********يعش أبد الدهر بين الحفر
وكان أبو فايز في البداية شمعة تحترق لتضيء لإخوته وأهله كما مر في هذه السيرة , وفي النهاية شمعة أيضا تحترق لتضيء أيضا في تربية أبنائه حيث عانى كثيرا في تربيتهم , وتوجيههم , وحرم نفسه كثيرا من الملذات في سبيل تنشئتهم , فوضعهم في التحفيظ والمعهد العلمي , وجامعة الإمام , وكان لهم الأب والصديق , فحقه عليهم كبير , ودينه في أرقابهم خطير , ولن يصلوا إلى سدداده مهما عملوا !!
لأبي فائز صولات وجولات مع الأيتام فتقريبا ثلث عمره معهم بحكم طبيعة عمله , وبدافع روحه الشفافة ,
فكان مديرا للدار سنوات , فكان يجالسهم بكل تواضع ويضاحكهم ويمازحهم ويلعب معهم كأنه صديق لهم أو أخ , ويمضي الأوقات الطويلة بصحبتهم , وتمتد لليل حتى أنه قصر في الذهاب للبيت بسبب رعايتهم ,
وكان له دور كبير في توجيههم , بل إنهم إذا رأوه من بعيد جاءوا يركضون إليه كأنه أب ولقد رأيت هذا بعيني , ورأيت أعجب من ذلك , أن من ليس عنده نقود أو عنده مشكلة , لا يختار إلا أبا فائز لهذه المهمة , وكل دار أيتام ينقل منها أبو فائز كان أطفالها ورعاياها يبكون رغبة فيه وهذا حصل في القصيم وفي المدينة ,
فجزاك الله كل خير يا أبا فائز على ما قدمت وثبتك على طاعته فيما أستقبلت , وختم الله لنا ولك وللإخوة جميعا بخاتمة السعادة ووفقنا للإقتداء بك فأنت مدرسة بحق .
وشكرا للأخت الفاضلة على هذا الطرح الجميل , والاقتناص الموفق , لهذه السيرة الطيبة
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .