يعيش في الدنيا عيش الفقراء ، ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء . !!
*
*
من هذا ياترى.؟
*
*
*
*
*
*
*
*
*
البخيل :هو أشد الناس عناءً وشقاءً ، يكدح في جمع المال والثراء ، ولا يستمتع به ، واذا اضطر للتصرف بجزء منه فإنه يشعر ان هناك جزء اقتطع من حياته فلا يشعر بالراحة ابدا...وسرعان ما يخلفه للوارث ، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء ، ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء .
المعنى اللغوي لغة:
البخل: إمساك المقتنيات، عمًّا لا يحقَّ حبسها عنه ويقابله الجود، والبَخل، والبَخل: لغتان ... ضد الكرم ... والمبخلة: الشيء الذي يحملك علي البخل، والبخل: هو المنع من مال نفسه، والشح هو بخل الرجل من مال غيره
. المعني الشرعي اصطلاحاً:
البخل هو منع السائل شيئاً مما في يد المسئول من المال.
والبخل: المغالاة فى الاقتصاد، إمساكاً فى مال النفس عما لا يصح إمساكه عنه سواء أكان ذلك تجاه النفس أو الغير. وقيل: هو عدم الإيثار عند الحاجة
هل البخيل عاقل.؟
إن البخل دليل على قلة العقل وسوء التدبير، وهو أصل لنقائص كثيرة، ويدعو إلى خصال ذميمة، ولا يجتمع مع الإيمان، بل من شأنه أن يهلك الإنسان ويدمر الأخلاق كما أنه دليل على سوء الظن بالله عز وجل، يُؤخر صاحبه، ويبعده عن صفات الأنبياء والصالحين.
فالبخيل محروم في الدنيا مؤاخذ في الآخرة، وهو مكروه من الله عز وجل مبغوض من الناس، ومن هنا قال القائل: جود الرجل يحببه إلى أضداده، وبخله يبغضه إلى أولاده .
دائرة البخــــــــــــــل :
وقد تتسع دائرة البخل حتى تشمل امتناع المرء عن أداء ما أوجب الله تعالى عليه فترى البعض يبخل بنفسه وماله ووقته، وقد يمتنع عن تأدية حقوق الله أو النفس أو الخلق، قال الجاحظ: البخل خُلقٌ مكروه من جميع الناس إلاّ أنه من النساء أقل كراهية، بل قد يستحب من النساء البخل (بمال أزواجهن إلاّ أن يؤذن بالجود) فأما سائر الناس فإن البخل يشينهم وخاصة الملوك والعظماء، فإن البخل أبغض منهم أكثر مما هو أبغض من الرعية والعوام ويقدح في ملكهم؛ لأنه يقطع الأطماع منهم، ويبغضهم إلى رعيتهم".
أيهما اشد الشح أم البخل.؟
والشح أشد في الذم من البخل ويجتمع فيه البخل مع الحرص، وقد يبخل الإنسان بأشياء على نفسه، وأشد منه ، دعوة الآخرين للبخل، قال تعالى: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ} [النساء: 37].
وقد يصل البخل بصاحبه إلى أن يبخل على نفسه، بحيث يمرض فلا يتداوى، وفي المقابل فأرفع درجات السخاء الإيثار، وهو أن تجود بالمال مع الحاجة إليه.
ذم البخل في القرآن الكريم:
قال تعالى:
{وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [آل عمران:180].
وقال: {الذِينَ يَبْخَلُونَ ويَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا} [النساء: 37].
بعض الأحاديث الواردة في ذَمِّ البخل:
كان من دعائه صلى الله عليه وسلم:
"اللهم إنِّي أعوذُ بك من الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكسَل، والبُخْلِ والجبنِ، وضلع الدّين، وغَلَبَة الرِّجَالِ..." الحديث [رواه البخاري ومسلم].
وورد عند الطبراني: "إنّ أعجز الناس من عجز عن الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسّلامِ".
وعن يَعْلى بن مُنَبِّهٍ الثَّقفيّ رضي الله عنه قال: جَاء الحسنُ والحسين يستبِقان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فضمّهما إليه ثم قال: "إنَّ الولد مَبْخلَةٌ مجبَنَةٌ محزَنَةٌ" [رواه ابن ماجه والحاكم].
كما في الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(إياكم والشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم أمرهم بالبخل فبخلوا وأمرهم بالظلم فظلموا وأمرهم بالقطيعة فقطعوا )
وعن سعْد بن أبي وقاص رضي الله عنه كان يأمر بهؤلاء الخمس ويُحدِّثهن عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم:
"اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجُبن، وأعوذ بك أن أُردَّ إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدُّنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر" [رواه البخاري].
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من رجل له مال لا يؤدي حقّ ماله إلاّ جعل له طوقًا في عُنُقه شجاع أقرع وهو يفر منه وهو يتبَعُهُ" ثم قرأ مصداقه من كتاب الله عز وجل: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ ما بخِلُوا بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ} [آل عمران: 180]" [رواه ابن ماجه والنسائي وصححه الألباني].
بعض الآثار في ذمّ البخل:
• وقال طلحة بين عبيد الله رضي الله عنه: إنّا لَنَجِدُ بأمْوالنا ما يجدُ البخلاء لكننا نتصبّرُ .
وقال عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما لرجل قال له: تُماكسُ في درهم وأنت تجودُ من المال بكذا وكذا؟ فقال: "ذاكَ مالي جُدْتُ به، وهذا عقلي بَخِلْتُ به.
وقال الضحاك - رحمه الله تعالى - في تفسير قوله تعالى: {إنَّا جَعَلْنَا في أعناقهم أغلالاً} [يس: 8]، قال: البخل، أمسك الله تعالى أيديهم عن النّفقة في سبيل الله فهم لا يُبصرون الهدى.
وقالت أم البنين أخت عمر بن عبد العزيز - رحمها الله تعالى - : "أفٍّ للبخيل، لو كان البُخل قميصًا ما لَبِسْتُهُ، ولو كان طريقًا ما سلكتُهُ"
قال أبو حنيفة رحمه الله تعالى: "لا أرى أن أُعَدِّلَ بخيلاً؛ لأن البخل يحمله على الاستقصاء فيأخذ فوق حقه خيفةً من أن يُغْبَنَ، فمن كان هكذا لا يكون مأمون الأمانة" .
فإياك والبخل، فقد علمت ما جاء فيه من الذم، ودرِّبْ نفسك على الجود والكرم وتعامل مع الرب الكريم الذي لا تضيع عنده مثاقيل الذر، فعندك من النباهة والفطنة ما يخلصك من المعرة في الدنيا والآخرة
البخل بالعواطف:
إن البخل ليس في الأمور المادية فقط بل قد يكون حامل هذه الصفة المكروهة ،بخيلاً أيضاً في العواطف والمشاعر الإنسانية مع الآخرين، فالبخل عنده صفة أساسية تصبغ جميع اخلاقه وتصرفاته ،، وشخصيته بوجه عام ليست معطاءة،
فكم من الزوجات تعاني من بخل زوجها والذي هو قائد الاسرة وزعيمها سواء ماديا او عاطفيا .
لهؤلاء النساء نقول :
البخل ابتلاء من الله، ولا تصبر عليه إلا مؤمنة سعيدة الدارين.
هل البخل ، صفة وراثية ،ام مكتسبة.؟
أما صفة البخل فهي مكتسبة من الاهل والبيئة ولو انها قد تبدو موروثة، ؛ فأسلوب النشأة عامل أساسي في إكساب هذه الصفة ،، ويعتمد ذلك على العامل الشخصي لدى كل فرد للتعامل مع هذه الصفة فأحياناً يتصف الأهل بالبخل، ويكون رد الفعل عند الأولاد مغايراً لما تربوا عليه، فيصرف الأولاد ببذخ وبلا معنى.
علاج البخل:
والبخل كغيره من الأمراض والأخلاق الذميمة التي لها علاج في الشريعة الإسلامية ،
وقد عالج القرآن الكريم ذلك بأسلوبه البديع الحكيم ، فقرر : أن الإمساك لا يجدي البخيل نفعاً ، وإنما ينعكس عليه إفلاساً وحرماناً وقرر كذلك أن ما يسديه المرء من عوارف السخاء لا تضيع هدراً ، بل تعود مخلوفة على المسدي من الرزاق الكريم ، قال عز وجل :
( وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) سبأ : 39 .
أما الذين استرقهم البخل ، ولم يجدهم الإغراء والتشويق إلى السخاء ، يوجه القرآن الكريم إليهم تهديداً رهيباً ، يملأ النفس ويهز المشاعر ، قال تعالى :
( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ) التوبة : 34 ـ 35
وأما خطره الدنيوي فإنه داعية المقت والازدراء ، لدى القريب والبعيد وربما تمنى موت البخيل أقربهم إليه ، وأحبهم له ، لحرمانه من نواله وطمعاً في تراثه .
وكيف يكدح المرء في جمع المال واكتنازه ؟! ثم سرعان ما يغنمه الوارث ، ويتمتع به ، فيكون له المهنى ،، وللمورث الوزر والعناء !!!!
بعض، مما ،جمعته.