أيها الإخوة
أيها السلاطين الكرام
نعم المحبة للقبيلة ليست فقط شعارا أجوفا نحمله , ولا قميصا زاهيا نلبسه , إنما هي أفعال ومواقف و براهين من المساندة , والرحمة , والنصح , والبذل , والعطاء , وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أو مَظْلُومًا , قالوا : يا رَسُولَ اللَّهِ هذا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا , فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا ؟ قال : تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ .
نحتاج لمثل هذا العمل والموقف , تأمل ماذا فعل نبيك تجاه قبيلته :
إن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حين أَنْزَلَ الله عز وجل (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) قال :
يا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أو كَلِمَةً نَحْوَهَا اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ من اللَّهِ شيئا , يا بَنِي عبد مَنَافٍ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ من اللَّهِ شيئا , يا عَبَّاسُ بن عبد الْمُطَّلِبِ لَا أُغْنِي عَنْكَ من اللَّهِ شيئا , وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رسول اللَّهِ لَا أُغْنِي عَنْكِ من اللَّهِ شيئا , وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي ما شِئْتِ من مَالِي لَا أُغْنِي عَنْكِ من اللَّهِ شيئا.رواه أبو هريرة في صحيح البخاري .
إننا بحاجة لنقتدي بمثل هذا الفعل فننصح الجاهل , وننبه الغافل , ونعين الملهوف , ونكفل اليتيم , ونصبر على الأذى ,
ومن حق أفراد القبيلة علينا كما ورد في هذا الحديث :
عن الْبَرَاءَ بن عَازِبٍ رضي الله عنهما قال أَمَرَنَا النبي صلى الله عليه وسلم : بِسَبْعٍ , وَنَهَانَا عن سَبْعٍ , فذكر :
عِيَادَةَ الْمَرِيضِ ,
وَاتِّبَاعَ الْجَنَائِزِ ,
وَتَشْمِيتَ الْعَاطِسِ ,
وَرَدَّ السَّلَامِ ,
وَنَصْرَ الْمَظْلُومِ ,
وَإِجَابَةَ الدَّاعِي ,
وَإِبْرَارَ الْمُقْسِمِ .
رواه البخاري.
وهذه الحقوق لكل المسلمين ولكنها لبني العم (القبيلة) آكد لحق القرابة , والإسلام
.
ختاماً :
دعونا نتفكر في هذا الحديث :
عن أبي مُوسَى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا , وَشَبَّكَ بين أَصَابِعِهِ.
فنحن بحاجة أن نتقارب ونتعاون و نلغي الاختلافات الوهمية التي صنعها الشيطان بيننا , ونسير على طريقة الأولين (ليس فيهم ضعيف) لأنهم استشعروا معنى المحبة والصدق وسلامة السريرة , وتجردوا من أهواء النفس , وحظوظها , وجعلوا رضى الله نصب أعينهم .
(إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِى إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)
وتقبلو تحياتي