.[ أحلام الـ فقراء ].

نحن الفقراء أو كما يحلوا للأغنياء تسميتنا [ ميسوري الحال ]

تلك التسمية التي يخبئون بها [ مدى بذخهم وتعاليهم ]


وأشياء أخرى كثيره .!


أفضعها على الإطلاق .. حرماننا من بث الشكوى والتنفس عبر الإعتراف بأننا [ فقراء ]

لا لشيء ابداً أنا فقط .. أتسائل .!؟

هل يحق لنــا أن نحلم ..
حلم بسيط لا يكلفنا دفع مال ولا دفع كرامـة حتى .. تلك التي باتت أرخص عندهم من كل شيء ..!


حِلم أن تكون لنــا قناعاتنا التي على ضوءهــا ننفذ الرغبات سواء الخاصة بنـا أو تلك التي يأمروننا بهـا


هل المال وَ طول اللحاف سيحرمنـا رفض رغباتهم التي لا توافق قناعاتنا وَ قصر لحافنـا يجعلنا نُطأطِء لهم القناعات ويسلبوننا هذه الحرية ايضاً



.!


ألحفتنا قصيرة جداً ..

ولم يجرب هؤلاء القوم النوم بوضعية القرفصاء بحثاً عن تغطية الجسد بالكامل .. وعاملونا على هذه الأساس ولن يهدأ لهم بال حتى [ تتقرفص قناعاتنا تحت ألحفتهم ] .!

يقول عبدالله الفقير .. أن المكوث أمام باب أنثى لا يمكن أن يكون إلا لفقير

فهو دائماً يمارس مهنة [ الناطور ] حتى في الـ حب .!

لطالماً قبع عند عتبات الأبواب وألِفهـا .. وكان قد خفق قلبـه بحب انثى تسكن تلك العِمارة


ولا زال ينظر إلى خطواتها عبر تلك العتبات . . ويصمت .!


ولا زالت تمارس نظرة الشفقه عليه كلما ذهبت صباحاً إلى مقر عملِهــا .

غالباً و رغم حالة الفقر التي تعتري الشخص فأنه يكره تلك النظرات لأنها تقع على كرامته قبل حالتــه الرثة

هل لأنه ناطور لابد أن يكون كذلك حتى في رغبات حبه . .

في سياق الحديث عن الرغبات

أنثى الفقر تمتلك الكثير من الجمال بداخلها صنعت هذا الجمال قناعات راسخة تربوية صقلها الفقر بحرص

كـ أنها أنثى لا يجب أن تتطاول على من يبحث عن قوتها مهما فعل وتدين له بالعرفان وتقدر له مدى المعاناة التي كابدهـا لأجل الـ قوت .!

وَ قناعة أخرى

أنه وَ رغمَ فقرِها إلا أنها تحمل نفس الثمن الغالي الذي تحمله أنثى الغِنى .. ولا يمكن أن تفرط به إلا لمن يكتبها [ شرعاً ]


قالت لي .. هند الفقيره

ذات يوم كنت عند بئر القرية أستقي الماء لمنزلنـا الطيني ذو السقف [ السعفي ]

فإذا بـ كلب صغير يلهث من العطش

فأسقيته .!

ومر بي ابن تجار القرية وقال لي [ كلبه تسقي كلب ]

تقول لم أبكي .. بقدر ما دواخلي لهجت بذكر [ حسبي الله ونعم الوكيل ]

فهو ذات غفله وذات خدعة وذات حاجة ماسة .. حاول أن يسلب أغلى ما أمتلكه [ فرفضت] .!

قال لي أنه سيتزوجني سراً لمرة واحدة فقط

فرفضت .!

وتقول نحن نطمح جداً إلى التخلص من فقرنـا وَ ملابسنا المرقوعة

لكن ليس على حساب [ أنوفنـا ] التي بقيت تتنفس النقاء في فقرهـا

وليس على حساب [ تمزيق كرامتنا ]

فهذه الوحيدة التي لا ينفع معها [ الرقع ] كالملابس .!

جزا .. أيهما الكلب .!؟


هوَ .. يا هِند ..

تقول هند في مُجمَل الفضفضه

أن الفقراء لا يتلذذون بالطعام

لأنهم إنتظروا كثيراً على قارعة [ الجوع ]

لذلك تأتي اللقمة لتسد الحاجة للطعام فقط

دون المرور بمرحلة الإشتهاء وتنفس الرائحة كما هو الحال عند الأغنياء .!


وتقول ايضاً :

أ تصدق أن صديقتي [ عواطِف ]

عندما زرتها ليلة زفافها لـ أبارك لها

وبالمناسبة تقول لم أحمل لها شيء سوى [ بارك الله لكِ ]

تقول لم تبتسم قط .!

أ تراها تُحِسُ بأن هذه المناسبة أتت لـ سد حاجتها فقط .!

كما هو الحال مع الطعام .!

وتتنهد قائله :

من حرمنـا لذة الشعور بالشيء قبل حدوثه .!

و لماذا أمانينــا دائماً تأتينا على أطباق باردة .!

وتبتسم ساخره بقولها [ لا أُحِبٌ الأيسكريم ]
لذلك ربما يريدون إغاضتنا بتقديم أمانيننا باردة كـ هو !

ابحرت كثيرا يا وطن بين طيات الثراء المنثور هنا...
عجرت حقآ على جمع اروع المعاني والالفاظ اللتي تستحق الثناء..
متابعة ولك وكلى تشوق للبقية...
تقبل مروري هنا..

,

كُل قلم يُكسر وكُل حرف يعجز عندما يرغب صاحبه مجراة نزار الفقراء

احس أن اللغة اجمل وهي تحت تصرفك ,,

اشتقنا

,

مبدع أبا فهد

نص جميل

عافاك الباري

لاعجبا
عندما قلت لك في تعليق سابق
بأنك تحلم نصوصا
أدبيه وتوقظنا معاك

فها أنت بأحلام الفقراء
أيقظت مشاعرنا
وأجلستنا على بساط الفقر
وسكنا وتعايشنا معهم

فهي بالحقيقه ليست حلما
وإنما هي صوت مشاعرك التي
سكنت وجدانك..
ولم يحرك لها الأاااخرين ساكنا
وهم يرون نضال الفقير ضد الجوع وضد المرض
وربما يسمون هذا النضال( لهوا )..
حتى لاتخنقهم أنفاس المشاعر
وحتى تتبخر أحلام الفقراء

أخي جزاء
حقا لقد أعجبني ذوبان مشاعرك النبيله
التي خرجت بكلمات من رحم الحقيقه
لتحبوا وتكسر جمود المشاعر

جزاء من الأعماق شكرا
الملثم

فلسفة - ابو ثامر - ابو نواف - الملثم


في مقدمة الحضور دائماً , لله أنتم ,

جميل جدا بان الانسان يحس بأخوانه الفقرا وينقل معاناتهم الى الاخرين ويذكرهم بالفقر وما يعانيه الفقرا وخاصه من ابناء عمومتنا كل الشكر اخي جزاء واسئل الله لك الجنه