أمرخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بصرف مليون ريال لذوي كل شهيد غرق في سيول جدة، وتعويض المتضررين في ممتلكاتهم وتشكيل لجنة تباشر مهامها في الحال وبتفرغ كامل للتحقيق وتقصّي الحقائق في أسباب الفاجعة، وتحديد مسؤولية كل جهة حكومية أو أي شخص له علاقة بها.
وسيكون من صلاحية هذه اللجنة استدعاء أي شخص أو مسؤول لطلب إفادته أو مساءلته، ويحق لهذه اللجنة تكوين لجان منبثقة وفرق عمل لتسهيل مهماتها، ولها في ذلك اتخاذ جميع ما يلزم من إجراءات لتسهيل أداء عملها، وبحسب الأمر الملكي سيكون على جميع الجهات الحكومية الالتزام التام بالتعاون مع اللجنة وتسهيل مهمتها، بما في ذلك تقديم جميع ما تحتاج إليه من معلومات وبيانات ووثائق.
ويترأس اللجنة الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، وتضم في عضويتها كلاً من رئيس هيئة الرقابة والتحقيق ومندوبين من وزارة الداخلية، وهم: (مدير عام الدفاع المدني - وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة - مدير عام المباحث الإدارية - و
مدير مباحث منطقة مكة المكرمة) ومندوب على مستوى عالٍ من رئاسة الاستخبارات العامة، ووكيل وزارة العدل، ونائب رئيس ديوان المراقبة العامة المساعد.
وكانت مصادر مطلعة أكدت أن هناك محاولات حثيثة من الجهات الأمنية السعودية الموجودة في محيط سد بحيرة 'المسك' في جدة تحاول عمل فتحات صغيرة في السد لتخفيف معدل ارتفاع الماء تفادياً لانهياره، حيث يتوقع أن تكون جهات كبريمان والسامر أكثر المتضررين من انفجاره.
وشدّد الأمير خالد الفيصل أثناء زيارته التي قام بها لتفقد الأحياء المتضررة في جدة على مراقبة بحيرة المسك ومتابعتها والاستعداد وأخذ الحيطة لمواجهة أي تسربات قد تحدث بهذه البحيرة، وتنبيه المواطنين والمقيمين وأصحاب المزارع القاطنين في مسار التسرب بأخذ الحيطة فيما لو حدث تسرب أو تدفق للمياه أو هطول أمطار.
وفي السياق ذاته تسود مدينة جدة السعودية وسكانها حالة من الخوف والترقب من وضع بحيرة المسك، حيث أخلت وزارة الصحة ثلاث مستشفيات واقعة في طريق البحيرة بناء على تعليمات الدفاع المدني، قالت أمانة جدة أن وضع البحيرة آمن، ولا ينبئ عن انفجار سدها.
وتهدد البحيرة التي تتكون من مئات الملايين من ليترات الصرف الصحي عدة أحياء في جدة في حال تسرب محتوياتها التي تحاول الأمانة صدها بسدين متباعدين. وأعلنت وزارة الصحة اليوم إخلاء مستشفى العزيزية للأطفال، ومستشفى العيون، ومستشفى قويزة وتم نقل المرضى إلى مستشفيات أخرى في جدة كإجراء احترازي تحوطا من فيضانات قد تحدث في بحيرة المسك.'الصورة أدناه'
أما الدكتور سامي باداود مدير الشؤون الصحية في جدة فإن هذا الإجراء تم بموجب تعليمات من الدفاع المدني، في حين قللت أمانة جدة من مخاطر فيضان بحيرة المسك وطمأنة الناس عبر وكيل الأمين. الدكتور هاني أبو راس وكيل أمين جدة الذي قال إن فيضان سد بحيرة المسك حاليا أمر طبيعي حيث أن المياه التي تخرج الآن من البحيرة هو نتيجة طبيعية لارتفاع مستوى المياه تأتي من مرحلة المفيض الطبيعي مشيرا إلى أن السد الاحترازي سليم .
من جانبه، أوضح المتحدث الإعلامي للدفاع المدني في جدة أن إجمالي المتوفين حتى الساعة وصل إلى مائة وست حالات، وتم إيواء 2451 شخصا في شقق مفروشة.
ومن جهتها أعلنت أمانة جدة اليوم أنها قامت بتشغيل نفق الملك عبد الله الذي غمرته المياه بالكامل بعد الانتهاء من أعمال شفط المياه التي تجمعت به نتيجة الأمطار التي شهدتها المحافظة يوم الأربعاء الماضي، وكذلك أعمال الصيانة اللازمة وصيانة الطريق وأعمال النظافة. وأوضح المهندس إبراهيم كتبخانه وكيل أمين جدة للتعمير والمشاريع أن نفق الملك عبدالله الذي غمرته المياه بالكامل مجهز بمضختين سعة كل واحدة منهما 2500 متر مكعب، لكن السيول القادمة فاقت طاقة المضخات ووصلت إلى 7500 متر مكعب في الساعة وخلال 10 ساعات وصلت المياه في النفق إلى 70 ألف متر معكب وتم فتح الطريق أمام المركبات.
وقال المهندس كتبخانه إن أعمال الشفط تتواصل في عدة مناطق وأحياء من جدة حيث يجرى العمل كذلك في نفق الأمير ماجد الذي يتبع جامعة الملك عبدالعزيز وهناك تنسيق بين الأمانة والجامعة للانتهاء من المشكلة، وتقوم الأمانة حاليا بشفط المياه المتجمعة فيه، التي سببتها المصبات الموجودة من الجامعة ومن المناطق المحيطة التي كانت تقوم بالتصريف في منطقة النفق فتجمعت المياه وتسبب هذا التراكم. وأضاف وكيل أمين جدة أنه تم الانتهاء من تنظيف مجرى السيل الجنوبي وتم سحب الردميات والسيارات التالفة والطمي والرمال التي تراكمت في المجرى وإعادة بناء جسم القناة الذي انهار لتسهيل انسياب تدفق المياه.