السلام عليكم
هل تقبل صلاة من يفعل المعاصي
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تُقبَل صلاة من يفعل المعاصي ما لم تكن المعاصي شِرْكًا ، مثل : دعاء الأموات ، أو الذبح والنذر لِغير الله ، أو إتيان السحرة والكهّان والعرّافين .
وما لم تكن المعصية مما نُصّ عليه أنه لا تُقبل له صلاة ، مثل : شُرْب الخمر ، ففي حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : مَن شَرِب الخمر لم يَقبل الله له صلاة أربعين صباحا ، فإن تاب تاب الله عليه ، فإن عاد لم يَقبل الله له صلاة أربعين صباحا ، فإن تاب الله عليه ، فإن عاد لم يَقبل له صلاة أربعين صباحا ، فإن تاب الله عليه ، فإن عاد الرابعة لم يَقبل الله له صلاة أربعين صباحا ، فإن تاب لم يَتُب الله عليه ، وسَقَاه مِن نَهْر الْخَبَال . قيل : يا أبا عبد الرحمن ، وما نهر الخبال ؟ قال : نَهْر مِن صديد أهل النار . رواه الترمذي ، وصححه الألباني .
ورواه الإمام أحمد من حديث أبي ذر رضي الله عنه بِلفظ : مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ يَقْبَلِ اللهُ لَهُ صَلَاةً أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ ، فَإِنْ عَادَ كَانَ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَمَا أَدْرِي أَفِي الثَّالِثَةِ أَمْ فِي الرَّابِعَةِ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَإِنْ عَادَ كَانَ حَتْمًا عَلَى اللهِ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ ؟ قَالَ : عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ . وصححه الأرنؤوط .
وروى نحوه أبو داود من حديث ابن عباس رضي الله عنهما . وصححه الألباني .
وفي حديث ابن عمرو رضي الله عنهما مرفوعا : لا يشرب الخمر رَجل مِن أمتي فيقبل الله منه صلاة أربعين يوما . رواه الإمام أحمد والنسائي وابن ماجه ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
وما لم تكن المعصية مُتعلِّقة بالصلاة ، مثل : التخلّف عن صلاة الجماعة مِن غير عُذر ، كما في قوله عليه الصلاة والسلام : مَن سَمِع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلاَّ مِن عُذر . رواه ابن ماجه . وصححه الألباني .
قال الترمذي : وقال بعض أهل العلم : هذا على التغليظ والتشديد ، ولا رُخصة لأحد في ترك الجماعة إلاَّ مِن عُذر . اهـ .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم