أشكر الأخ الكريم على تذكيره لنا بأدب هام نحتاج إليه , كحاجة الظمآن إلى الماء الزلال , ألا وهو بر الوالدين , وهذا يدل على صدق عاطفته , وحرصه , ونحن بأمس الحاجة لمثل هذا التذكير فبارك الله فيه .
ولكن أحببت أن أنبه بأن هذا الحديث لا يثبت .
سند الحديث هو:
عن أبي سلمة عبيد بن خلصة قال: أخبرنا عبد الله بن نافع المدني عن المنكدر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال: ....الحديث.
الحكم عليه :
الحديث بهذا السياق الذي فيه الشعر ضعيف. فمدار إسناد على المنكدر بن محمد وهو ليّن الحديث ، ولم يتابعه أحد عليه بهذا اللفظ.انفرد به .
قال عنه الطبراني: لم يرو هذا الحديث بهذا اللفظ والشعر عن المنكدر بن محمد بن المنكدر إلا عبد الله بن نافع تفرد به عبيد بن خلصة.
وقال الألباني عن عبيد بن خلصة: ولم أجد من ترجمه، والمنكدر بن محمد بن المنكدر لين الحديث كما في "التقريب".
فالحديث إذن بهذا التمام , وهذا الشعر ضعيف لا يثبت.
تخريجه :
رواه الطبراني في معجمه الصغير والأوسط، وابن أبي الدنيا في جزء العيال. وقال الألباني: أخرجه أبو الشيخ في "عوالي حديثه". والطبراني في "المعجم الصغير"، والمعافى بن زكريا في "جزء من حديثه".
فما هو الصحيح إذن ؟
آخر لفظة في الحديث وهي: (أنت ومالك لأبيك) هي الثابتة , ولكن في نص غير النص السابق الذي فيه الشعر المذكور , والنص الصحيح هو :
أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن لي مالاً وولداً، وإن والدي يريد أن يجتاح مالي، فقال: "أنت ومالك لأبيك ، إن أولادكم من أطيب كسبكم، فكلوا من كسب أولادكم".وفي رواية الإمام أحمد: "فكلوه هنيئاً".
رواه الإمام احمد وأبو داود وابن ماجة. وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (1856).
ختاماً جزى الله أخانا كل خير على حرصه , وبارك الله فيه .
.