مللتُ الحديث مع نفسي عن كل مايسوَّل لها الحزن والغضب
الذي يتفجر منه القلب و تفيض بنتاجه العيون .
كل شيء كان يدور حولي كان يمثل لي مأساةٍ
يجب أن أتعامل معها بـ عاطفةٍ موازية لحجمها
وغالباً ماكنت أبكي من فشلي الذريع حول المساهمة في فك أسرهــا
لا بارود يشتم رائحتهُ الأعداء ولا حتى بندقية أُحسِنُ إمساكها لـ قتل أحدهم
ثم أنه حتى الإيمان بالدفاع المشروع كَفَرَ بي وَ جُبني
كُنت أٌسِرُ لنفسي عن مايحدث في عالم الإسلام اليوم من أحداث و "حواديت "
وأنني غاضب لكل مايجري خلفي في مسرح تلك البلدان التي تتأمل بي خيراً
فمع طي السِتار عن أحد الفصول أذهب للآخر متناسياً " سهواً وعمداً " ماحدث في الفائت
فالجبانة من كوني أُصبِحُ مُجاهداً لا يشق له غُبار تُنسيني عنصر الربط بين الفصول تلك , لكي أخرج بنتيجة للعرض المسرحي الذي أشاهده
وتتكون لدي قناعة الحق المشروع في الدفاع عن كل ما أُحدث نفسي به وأغضب لأجلــه .
حتى رصيدي من الغضب بدأ ينفد
وأنا لم أحرك ساكناً غير هذا الذي بين أصابعي
يتخبط في مواقع لا أعلم أيُّها ينفجر في وجهي
ويلقي بي في غياهب السجن عبر أحدهــم
الذين يدعون الوطنية وحماية الوطن
من غبي حَدَّثَ نفسة عن إسلامه كثيراً حتى إمتلأ قلبــهُ بالغضب
لما يشاهده و يسمعه من أمور تستحق أن تُحمَلُ لأجلها البنادق
فالأوطان كَفرت بما حملت على ظهورها من آدميين لا زالوا يؤمنون بأن الحديث يُزيل " الحَدَثْ " .
كيف .!
لا يغسل ما كان و ما يكون مجرد عبارات تُحيي فينا الجبانة و تقتل خباثتنا في التخطيط لـ إزهاقهم كما فعلوا بنــا .
إن دينهم يقر لهم ذلك , وديننا ذروته فعل ذلك فهم المعتدون و المغتصبون . .
هذا ماكنت أحدثني بــه طيلة تلك الأعوام منذ أن عرفت أنه يجب أن لا نسقط
تبلدت كل المشاعر وكل الحمَاسة في ظِل الأعياد السعيدة التي تمر بنــا ولا تمر بهم أولائك الذين نحسبهم إخواننا في الدين .
ثم قلت في نفسي
بما أن الجبانة تأخذ مأخذها منك وَ رائحة البارود لا يمكن أن تكون مصدرهــا وَ مُصَدِرُها
فأنت مؤمن بأن الكفر ينبع من العقائد
وأن عقيدة تلك البلدان تشمأز من الحديث عنك وأصنافُك الجُبناء ,
قررت أن أتخذ التُقية سبيلاً كي أحميني من " كلام الناس "
ثم عطفت على ذلك بقولي " ماذا سأفعل وحدي "
وتركت كل شيء خلفي . . وإحتفلتُ بعيد الوطن .!
ذلك الذي يجب أن أرصد له كل شيء جميل في داخلي
حتى وإن كان مُجرد " خرقة خضراء فاقع لونها "
وأخرى بيضاااء كالثلج تنزل على ذلك الغضب فيخر صريعاً ,
فمن حقه عليَّ أن أبتسم في وجهه " أوَ لستُ أبحث عن صدقات " .
ثم أُمارس الحكايا عن تلك الظنون بأن العالم من حولي " بخير " وأكذب أن الجرح لا يلتأم وأن الموت أمر محتوم فالكل ينتظره وتعددت أسبابه
ثم أخشع على ترنيمة " البقاء لله ياولدي " .
وطن.!
عيد سعيد وَ عيد وطن .