زعم تقرير بريطاني أن العالم أقرب بكثير مما كان يعتقد سابقاً فيما يتعلق بقرب نضوب النفط، وكذلك بشكل يفوق التقديرات الرسمية المعترف بها، وفق مصادر من "وكالة الطاقة الدولية" أدعت أن المنظمة الدولية تعمدت التهوين من شبح نقص وشيك خوفاً من إثارة موجة شراء محمومة.
ونشرت صحيفة "الغارديان" عن مسؤول رفيع في الوكالة، لم تسمه، أن الولايات المتحدة لعبت دوراً مؤثراً في تشجيع المنظمة الرقابية بتعمد التقليل من شأن وتيرة نضوب حقول النفط الحالية وإمعان التركيز على فرص العثور على احتياطيات جديدة.
وتثير هذه الادعاءات تساؤلات جدية حول مدى دقة أحدث تقارير المنظمة بشأن إطار توقعاتها السنوية للطاقة العالمية"، الذي سينشر اليوم الثلاثاء، وعادة ما تستند الحكومات على مثل هذه التقارير كدليل يوجه سياساتها الواسعة النطاق بشأن لطاقة والتغيرات المناخية، وفق التقرير.
وأضاف المصدر: "رجحت وكالة الطاقة الدولية عام 2005 ارتفاع امدادات النفط إلى 120 مليون برميل يومياً بحلول العام 2030، غير أنها أجبرت على خفضه تدريجياً إلى 116 مليون برميل ومن ثم إلى 105 مليون برميل العام الماضي."
وتابع: "العديد داخل المنظمة يعتقد أنه من المستحيل الحفاظ على الإمدادات حتى عند ما بين 90 مليون إلى 95 مليون برميل يومياً، لكن هناك مخاوف من أن يسري الذعر بالأسواق المالية العالمية في حال خفض إضافي."
ونقلت عن مسؤول سابق بالوكالة، رفض كذلك كشف هويته، أن القاعدة الأساسية في المنظمة هي "عدم إغضاب الأمريكيين، لكن الحقيقة تبقى بأنه لم يتبق الكثير من النفط في العالم.. لقد دخلنا بالفعل منطقة ’ذروة النفط‘، وأعتقد أن الوضع فعلاً سيئ"، على حد زعم الصحيفة.
ويتلو التقرير آخر بريطاني نشر في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الفائت، حذر من مخزون العالم من النفط قد يبدأ في النضوب العقد المقبل، لتندلع حرب أسعار طاحنة على الطاقة وتزيد الإقبال على استخدام الوقود الأحفوري المسبب للتلوث الذي سيفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.
ويجدد التقرير الصادر عن "المجلس البريطاني لأبحاث الطاقة" ونشر في موقعه، الجدل الدائر منذ عقود ببلوغ الإنتاج التقليدي للنفط أعلى مستوى ممكن له، قبيل أن يبدأ تراجعاً عنيداً.
وتكهنت الهيئة البريطانية، التي تقدم استشارات بشأن الطاقة لحكومات العالم، ببدء نضوب النفط بعد 2030، وانخفاضه بحلول عام 2020، ولفتت إلى أن هنالك إجماعاً عاماً بأن عهد النفط الزهيد الثمن في الرمق الأخير.
ولفت روبرت غروس، رئيس دائرة التقنية والسياسة التقديرية في المجلس، إلى أن نضوب النفط سيقفز بأسعار الطاقة ويوجه ضربة قاصمة للاقتصاد وقطاع الصناعة حول العالم.
وحذر بالقول: "حقبة النفط الرخيص والسهل تشارف النهاية.. لن تحدث فجأة لكن تدريجياً.. نبتعد عن تلك المرحلة لندخل مرحلة النفط العسير والباهظ الثمن."
ويقول التقرير إن النفط سهل الإنتاج قد تم الحصول عليه بالفعل، وأن الاحتياطي الجديد ستتزايد صعوبة الحصول عليه واستخراجه من باطن الأرض، كما أن الاكتشافات الجديدة كما في "خليج المكسيك" لن تعوض حقول النفط الكبرى عند نضوبها.
وتنبه الدراسة إلى أن معظم حكومات العالم لا تبدي قلقاً حيال هذا التراجع، الذي قد يدفع العالم لإيجاد مصادر طاقة أحفورية بديلة أكثر ضرراً على البيئة تنجم عنها "تغييرات مناخية كارثية."