أشـــواق وحنــين إلى البيــت العتيق
- فضيلة الشيخ شايع بن محمد الغبيشي ما سر انجذاب القلوب إلى بيت الله الحرام ؟
لماذا كلما زاره العبد ازداد له شوقاً و به تعلقاً و عليه إقبالاً ؟
لقد صدق من وصفه بمغناطيس القلوب فما سر هذه الأشواق ؟
تعالوا معنا نتعرف على إجابة هذا السؤال و نتعرف على بعض القصص و الأخبار عن شوق الصالحين
و الأخيار لبيت اله الحرام
يقول الله تعالى :
{ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ
مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ }البقرة125
قال ابن القيم رحمه الله معلقاً على هذه الآية :
ولو لم يكن له شرف إلا إضافته إياه إلى نفسه بقوله { وطهر بيتي }
لكفى بهذه الإضافة فضلا وشرفا، وهذه الإضافة هي التي أقبلت بقلوب العالمين إليه، وسلبت نفوسهم حباً له
وشوقاً إلى رؤيته، فهو المثابة للمحبين يثوبون إليه ولا يقضون منه وطرا أبدا، كلما ازدادوا له
زيارة ازدادوا له حبا وإليه اشتياقا، فلا الوصال يشفيهم ولا البعاد يسليهم،
كما قيل
أطوف به والنفس بعد مشوقة ... إليه وهل بعد الطواف تداني
وألثم منه الركن أطلب برد ما ... بقلبي من شوق ومن هيمان
فو الله ما أزداد إلا صبابة ... ولا القلب إلا كثرة الخفقان
فيا جنة المأوى ويا غاية المنى ... ويا منيتي من دون كل أمان
أبت غلبات الشوق إلا تقرباً ... إليك فما لي بالبعاد يدان
وما كان صدي عنك صد ملالة ... ولي شاهد من مقلتي ولساني
دعوت اصطباري عند بعدك والبكا ... فلبى البكا والصبر عنك عصاني
وهذا محب قاده الشوق والهوى ... بغير زمام قائد وعنان
أتاك على بعد المزار ولو ونت ... مطيته جاءت به القدمان
تابع